وسط مخاوف من فيروس كورونا المستجد الذي انتشر مثل النار في الهشيم، مهددا سكان العالم، حذر العلماء من كارثة حقيقية تواجهها الأرض في ذات الوقت، وهي نفاذ الأكسجين وارتفاع معدلات غاز ثاني أكسيد الكربون، الأمر الذي قد يتسبب في حالة اختناق للبشرية قي ظل الاحتباس الحراري.
حذر سايمون لويس، الباحث بكلية الجغرافيا بجامعة ليدز البريطانية، أن الغابات الاستوائية في العالم تفقد قدرتها على امتصاص الكربون، ما يعني أن السناريو الأسوأ للأرض الذي تنبأ به العلماء قبل عقود يحدث في الوقت الحالي، وفقا لصحيفة "مترو" البريطانية.
وتمثل الغابات الاستوائية الموجودة حاليا مخزنا عالميا للكربون، ما يتسبب في إبطاء آثار الانبعاثات الناتجة عن حرق الوقود وعوادم المصانع وحرق النفايات، عن طريق إزالة ثاني أكسيد الكربون من الهواء وتخزينه في الأشجار.
وتتنبأ النماذج المناخية عادة بأن الغابات ستستمر في إعطاء البشر يد العون في التعامل مع الانبعاثات لعقود، ولكن المؤشرات الحديثة دقت ناقوس الخطر ببداية التحول المخيف في غابات العالم المدارية من كونها تمثل تصفية للعالم من ثاني أكسيد الكربون ومصدرا للأكسجين لتصبح مصدرا ثانيا لثاني أكسيد الربون والذي يسبب الاختناق، ما يؤدي إلى موت الأشجار الحية.
وأكد "سايمون"، أنه تم إجراء دراسة على أكثر من 300 ألف شجرة في أفريقيا والأمازون على مدار ثلاثين عاما، وكشفت النتائج أن امتصاص الكربون للغابات الاستوائية السليمة، وصل إلى ذروته في التسعينيات.
وبحلول عام 2010، انخفضت قدرة هذه الغابات على امتصاص ثاني أكسيد الكربون بمقدار الثلث في المتوسط، كما أن زيادة نمو ثاني أكسيد الكربون من خلال ارتفاع درجات الحرارة والجفاف، يمكن أن يقتل الأشجار ويسبب خسائر عالمية، بالإضافة إلى مواجهة البشرية الاختناق والتسمم بفعل التزايد المستمر لأكسيد الكربون وانخفاض نسبة الأكسجين.
كما انخفضت مساحة الأرض التي تغطيها الغابات السليمة بنحو 19٪، وقفزت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بسبب النشاط البشري بنسبة 46٪، مع استمرار عمليات إزالة الغابات، إذ أنه في التسعينيات أزالت الغابات أكثر من 17% من نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجو، مايعادل نحو 46 مليار طن من الغاز، ولكن بحلول عام 2010 انخفضت قدرة الغابات إلى 6% فقط، ما يعادل حوالي 25 مليار طن فقط، مع تقلص حجم الغابات والأشجار، وبالتالي انخفاض قدرتها على امتصاص الكربون ما يشكل خطر بالغا على البشرية بأكملها، وستواجه الأرض الجفاف والتصحر والاختناق ووفاة النباتات أي ستصبح الأرض كوكبا مقفرا دون حياة.
وأشار "سايمون"، إلى أن الغابات الاستوائية السليمة تظل مصدرًا حيويًا للكربون لتحقيق الاستقرار في مناخ الأرض، ولكن المخيف أنها لم تعد قادرة على عزل الغاز، وستواجه الأرض كارثة حقيقية عندما تنطلق ردود فعل دورة الكربون فعليًا، مع تحول الطبيعة من إبطاء التغير المناخي لتسارعها.
وتأتي هذه النتائج وسط قلق متزايد بشأن حجم أزمة المناخ، ويجب على العالم خفض الانبعاثات بشكل أسرع والوصول إلى "صافي الصفر" من الغازات الدفيئة، في أسرع وقت.
تعليقات الفيسبوك