أغلقت المقاهى والمسارح ودور السينما، ومع دقات السابعة مساءً لم يعد مسموحاً بالتجول فى الشوارع والأسواق التجارية، ولم يبقَ أمام الجميع سوى الجلوس فى المنزل، فاتّجهت الأنظار صوب وسيلة الترفيه الأخيرة التليفزيون، ووسيلة التسوق الآمنة الصفحات الإلكترونية، مما خلق موسماً لها، لم يكن فى الحسبان.
ضبط القنوات والإرسال، إصلاح الأعطال المتكرّرة، وتنزيل التردّدات الحديثة، طلبات تقدّم بها مواطنون فى مختلف المناطق لعمال «الدش»، وتكالبوا على حجزهم مؤخراً، حسب هانى حسين، الذى يعمل فى تركيب أطباق «الدش»: «طالما الناس قاعدين فى البيت، يبقى مفيش بديل عن الفرجة على التليفزيون».
"هانى": الشغل زاد من وقت الإعصار
قبل اشتداد أزمة كورونا، حين هبّت العواصف والأمطار الشديدة، بدأ موسم أعطال «الدش»، حسب «هانى»: «معظم أسطح البيوت غرقت، والأطباق اتحركت من مكانها والأسلاك اتقطعت، قعدنا ١٥ يوم مش ملاحقين على طلبات الشغل، بعدها جت أزمة كورونا».
اعتاد سعد رزق، عامل «دش»، تلقى طلبات الزبائن بعد صلاة العصر، لكن بعد فرض حظر التجول، اضطر إلى بدء العمل مبكراً، حتى يتسنى له تنفيذ معظم الطلبات، والعودة إلى منزله قبل السابعة مساءً: «الشغل كتير اليومين دول، لكن مش باقبل كل الطلبات، الاحتياط واجب كمان، لأننا بنطلع من بيت ندخل التانى».
قفازات ومعقم للأيدى لا تفارق «سعد» طوال تنفيذ طلبات العمل المتزايدة، تنفيذاً للإجراءات الوقائية المعلن عنها: «باعقم نفسى قبل ما أدخل البيت وبعد ما أخرج منه، ولو صاحب البيت طلب يعقمنى بنفسه لزيادة الأمان، باوافق بدون أى حرج، المهم سلامة الجميع».
تطبيقات إلكترونية خاصة بالمحال التجارية، لجأت إليها سمر عبدالرازق، مدرسة، تعيش فى مدينة نصر، ووصفتها بالمنقذ حالياً: «حل سريع وآمن، يساعدنى على التسوق، دون الشعور بالقلق أو الخروج فى الزحام».
"هبة": الشراء الإلكترونى أسرع
هبة على شاهين، صاحبة صفحة إلكترونية لبيع مستلزمات التجميل، أكدت أن هناك رواجاً فى الشراء الإلكترونى: «عوامل كتيرة تدفع الناس للإقبال على الشراء الإلكترونى، منها سهولته والخوف من النزول فى الشوارع، وإجراءات الحظر، بخلاف دافع نفسى متمثل فى محاولة التخلص من الفراغ والقلق».
ويرى الدكتور محمد شديد، المدير التنفيذى لجمعية اتصال لخدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن التجارة الإلكترونية زادت الضعف فى هذه الفترة، وهو أمر متوقع: «الفترة المقبلة سنرى الخدمات الرقمية، سواء كانت حكومية أو خاصة تسود، وتفعيل خاصية التوقيع الرقمى، وزيادة الطلب على عمال الديلفرى والكول سنتر».
تعليقات الفيسبوك