بضع دقائق من الراحة، يأخذها الدكتور إبراهيم محمد أخصائى ولادة، يوميا، فى التجول فى الحديقة الخاصة بمستشفى كفر الزيات العام بالمحلة التى أصبحت مستشفى عزل. فقد مر على المرضى، آخرهم سيدة فى أوائل العشرينيات هى ياسمين نصر مصابة بكورونا، ليطمئن عليها بعد إجراء عملية ولادة قصيرية لها.
تنهد دكتور إبراهيم فى سره، وهو يشعر بارتياح، فعندما أجرى مسح لعينة دم المولود "يامن محمد عواد"، تأكد من خلو جسده من أى أثر للفيروس، و لكنه سرعان ما تذكر وجه أطفاله "محمد"10 سنوات، ولينا 3 سنوات، اللذان لم يرهما من أكثر من 10 أيام، وسيظل أكثر من 24 يوما أخرى قبل أن يشاركهما اللعب بسبب ظروف العزل: "بالنسبة لى الواجب أولا، ولولا مساعدة زملائى من أفراد الطاقم الطبى، لما نجحت العملية، التى كانت لمدة ساعة، ولكنها تعادل عشرات الساعات بسبب طبيعة إجراءات الوقاية من المرض من ناحية وضمان أن الطفل المولود لن يصاب".
يبدو التواضع جليا فى صوت الدكتور إبراهيم: "اعمل منذ 2008، كأخصائى ولادة، وظروف اختيارى للعملية جاءت بسبب الحالة الحرجة التى كانت فيها المريضة، وأصعب شئ كان إجراء العملية من خلال البذلة الضخمة التى كنت ارتديها، مع وجود قناعين بالإضافة إلى الغطاء الشفاف على الوجه، ولكن فريق الطب الوقائى والممرضات كان خير عون لنا، وبعد الولادة تم وضع الطفل فى الحضانة بضع ساعات للتأكد من تحسن حالته، وسيخرج مع شفاء والديه".
يستطرد ضاحكا: "طلبت منهما أن يسميا المولود ابراهيم على اسمى، لكنهما أكدا أن اسم يامن كان ندر، وأن الدلع سيكون ابراهيم" عند تطرق الحديث عن حال الأطباء داخل مستشفى العزل، يؤكد دكتور إبراهيم أن أمنيته أن يكون هناك تقدير أكبر لدور الأطباء، وأن تتوقف حالة الخوف من التعامل معهم :"لو رأى الناس حال الممرضات اللاتى يرتدين البذلة الضخمة أكثر من 8 ساعات متواصلة، أو الأطباء الذين لم يروا أفراد عائلتهم بسبب واجبهم، حقا لأشفقوا علينا"
تعليقات الفيسبوك