م الآخر| الست تربي العيال وتصرف علي البيت.. مقابل إية؟
للي مش زي حلاتي من حافظي أفيشات الأفلام، فدي جملة من علي لسان شخصية كانت تؤديها الفنانه الجميلة سوسن بدر فى فيلم احكي يا شهرزاد، صرخت بيها فى وش حسين الإمام "العريس الصالوناتي الهمام منتشلها من عطن العنوسة" بعد ما أملي عليها شروطه الجهنمية للزوجة المصرية الاصيلة، كان من الطبيعي أنها تسمع له حتي النهاية، وتسأله بتأدب عن مقابل كل هذه التنازلات في إصرار قائلة: "مقابل إيه!".
أنا شايفه موقفها "سبور" جداً ومنطقي إلي أبعد حد، وأعتقد من اليوم ده لطالع أصبحت سوسن بدر بجملتها دي هي مثلي الأعلي، هحاول ما أعممش الصوره لأن مش بالضروره تكون وجهة نظري متناسبة مع الكل، لكن تقدري كست مصريه تتسائلي ولو لثانية إيه في الحياه اليومية ينقصك عشان تبقي رئيسه جمهوريه نفسك!
إنتي اللي بتشتغلي، إنتي اللي بتحلي مشاكلك اليومية، بداية من أتفه مشكله بالمواصلات، إلي أكبر مشكله يطير ليها رقاب فى البيت والشغل، وبيوت أصحابك لو أخدوا رأيك.
حبة منطق
لو درسنا الموضوع بموضوعية بحته، فإنتي بكل سهولة تقدري تفتحي بيت، وتديريه بصوره كويسة، حتي وإن كانت ماديا متوسطة، أو حتي قليلة، تقدري تتبني أطفال لو هاجمتك نزعه الأمومة، والأكيد هتبقي قويتي نفسك ماديا عشان تبقي كفء لقرار زي ده، لأن لو متجوزة وأم فإنتي بردو اللي متوقع جدا تربيهم لوحدك، لأن أي تساؤل بغضب منك عن مدي تدخل الأب في تربية الأولاد هيتهمك الكل بقله الدم، لأن هذا الرجل الغلبان -بيشقي- عشان يجيب فلوس!، مع العلم إن الأكيد إنك إنتي كمان اللي في نفس البيت بتشتغلي نفس عدد الساعات، وبتجيبي فلوس، لكن علي عكسه إنتي مطالبة بتربية الأطفال ورعايتهم، ورعايته، ومشاركة شهرية في المصروف باتفاق ضمني بينكم أو بكونك مسئولة عن مصاريفك الشخصية، وده اللي بيفسره المعظم بكونه مقابل عدم إثاره غضب زوجك، ولتعويضه عن ساعات العمل اللي بتختلسيها من حقه الشرعي فيكي، هو والأولاد واللي بتضيعيه في كلام فارغ اسمه "مستقبلك".
ولو بتدورى فى جوزك يكون "سند"، فدى حاجة مش مضمونة أوى زي ما إنتى أكيد عارفه من تجارب صديقاتك المتزوجات، أو حتى اللى على علاقه حب بشاب ما، فى وصمة عار قوية هتفضل على جبينك لكونك بنت بتتحملى المسئولية هيخليهم يستسهلوا يرموا عليكى الحمل فى البداية مقابل كلمات ثناء للجميل، لكن بعد مده هيكون ده الطبيعى ولو ما عملتهوش هتتلامى.
حقه
دي الكلمة اللي هتسمعيها لو فكرتي تشتكي من أي حاجة جوزك بيعملها، أو مقصر فيها من وجهه نظرك -الظالمه طبعا- هتقولها والدتك عشان ما تخربش البيت، وهتقولها صديقتك خوفا من أن تلقب بـ"خرابة بيوت".
نظره تأمل
كل هذه الحقوق أعطاها مجتمعنا المصري للذكور، لمجرد اختلاف في عدد الأعضاء التناسلية الحساسه بيننا وبينهم، كنت سأتفهم لو أعطاهم تلك المميزات لندرة بنوعهم، بغيه الحفاظ علي السلالة، لكن أنا ملاحظة وفرة فى السلالة والحمد لله، فلازمته إيه الدلع "المرء" بقي!
رجاء
حافظوا علي سلالتنا حبة من باب التغيير، لأن لو قررت في مره أسال زي سوسن بدر: "مقابل ايه هعمل كل ده؟!"، في المعظم الإجابة هتبقي بنفس لباقة وتحديد حسين الامام: "هبقي جوزك!"، ساعتها سامحني عزيزي المواطن لو قلتلك زي ما قالت ابله سوسن بالمللي: "امشي يا راجل يا عرة".