يسر
بعد أيام من العمل الشاق كممرضة في مستشفى 57357 لعلاج سرطان الأطفال، استقلت قطارًا من القاهرة إلى بلدتها في سمنود بالغربية، وهي في حالة من السعادة، إذ كان أول إفطار لها مع أسرتها منذ بداية شهر رمضان، ولكن فرحتها خانتها في هذا اليوم، وسطرت فيه نهاية حزينة لفتاة باسمة طيبة وخلوقة، وفق وصف صديقاتها، بعد وفاتها في حادث قطار بنها.
الطالبة يسر مصطفى، من قرية سمنود محافظة الغربية، توفيت قبل عيد ميلادها بيومين إثر حادث قطار بنها المفجع، ووقتها كانت عائدة من المستشفى إلى البيت، حيث تعد واحدة من أفضل الممرضات في المستشفى، ويحبها الأطفال كثيرًا وترسم على وجوههم الفرحة، بحسب روفيدة محمد، صديقتها.
وقبل ساعات من بداية هذا اليوم، كتبت الصغيرة عبر موقع الرسائل الشهير «واتساب» أن هذا اليوم هو أفضل أيام حياتها، حيث كتبت: «one of my favorite days»، وتعني «واحدة من أيامي المفضلة»، بحسب صديقتها، حيث أكدت أن «يسر» كانت محبة للحياة ولا أحد يكرهها، وقبل هذا اليوم كانت في حالة هيستيرية من السعادة، بسبب أنه كان أول إفطار مع والدها ووالدتها في رمضان هذا العام.
وطالبت صديقتها من الجميع بكثرة الدعاء لها، مؤكدة أنها كانت لديها الكثير من الأحلام لتحققها، ولكن حال الموت بينها وبينه: «يسر شخصية طيبة، هادية جدًا ومسالمة في نفس الوقت وطموحة لأبعد الحدود، وكانت متفوقة وبتحب كل زمايلها وكل الناس بتحبها ومحدش بيكرهها ولا هي عمرها كرهت حد وبتحب عائلتها وقرايبها».
وكسى الحزن واللون الأسود قرية الناصرية بسمنود بعد وفاة الطالبة، وتداول العديد من أصدقائها خبر وفاتها، معبرين عن حزنهن الشديد لفقدان عروستهم، فنشرت إحدى صديقاتها: «رحم الله عروس الجنة وشهيدة الناصرية وصاحبة الوجه البشوش يسر مصطفى البيعة، فاللهم يسر حسابها واجعلها من الحور العين وصبر أمها وأبيها وأخواتها».
اقرأ أيضًا: الشهامة مع الموتى.. «ياسمين» تكفن وتغسل ضحايا قطار بنها مجانا
ونعت أسرة مدرسة مصطفى كامل الابتدائية بالناصرية بسمنود الطالبة في منشور عبر صفحة المدرسة الرسمية، قائلة: «تنعى أسرة المدرسة الأستاذ مصطفى البيعة لوفاة ابنته يسر فى حادث القطار الأليم كما تنعى أسر الشهداء في هذا الحادث الأليم».
تعليقات الفيسبوك