يستقبل المصريون شهر رمضان فى جميع أنحاء العالم بطقوس وعادات مليئة بالروحانيات، حتى يشعروا أنهم يقضون الشهر الكريم داخل وطنهم، من خلال «اللمة» على مائدة الإفطار، وتصميم رُكن خاص لأداء الشعائر الدينية، فضلاً عن الزينة التى تضىء المنازل، كما اعتادوا على ذلك فى مصر، وهو ما فعلته هند محمد صديق، فى منتصف الثلاثينات، وتقيم مع زوجها وبناتها فى الولايات المتحدة الأمريكية، فى ولاية كاليفورنيا.
حاولت الأم الثلاثينية خلق جو رمضانى ملىء بالنفحات والطقوس المصرية، داخل منزلها فى كاليفورنيا، من خلال الديكور والزينة وتوفير السلع الرمضانية، والتى روت طقوسها كمغتربة، خلال حديثها لـ«الوطن»: «الاستعداد لرمضان يبدأ قبل حلوله بشهور، كأى منزل مصرى، عندى 4 بنات، أصغرهن 4 سنوات».
خصصت «هند» رُكناً داخل منزلها للشعائر الدينية وأداء الصلوات وتلاوة القرآن الكريم: «بحاول نقضى الشهر بالشكل السليم، بأننا نتعلم القيم الدينية والمجتمعية زى العبادات والأحاديث وقراءة القرآن».
«مجسم على شكل مسجد وأزياء وفوانيس رمضانية وخيامية»، هكذا تحاول الأم الثلاثينية خلق حالة من الأجواء والطقوس الرمضانية داخل منزلها برفقة بناتها: «بنعمل فوانيس ونزين البيت بالخيامية على شكل شوكوكو والزعيم ومارى منيب، ومجسم للمسجد كقبلة للصلاة وبناخد وقت بنسميه وقت التفكر، للتفكر فى العادات الرمضانية المختلفة».
«رسائل ورقية من ألواح الفوم وقماش الخيش وفوانيس من الفوم»، هكذا حاولت «هند» الخروج على المألوف خلال رمضان هذا العام، من خلال عمل أجندة رمضانية وتصميم شنط ووضعت فيها الرسائل الورقية على مدار الشهر، قائلة: «قسمتها لـ30 يوماً كل يوم فيه رسالة لعمل خير أو تذكير بعبادة أو تطبيق عبادة دينية بطريقة مرحة وعن طريق الأنشطة، كنوع من تشجيع البنات على العبادات بجانب تصميم العباءات والإسدالات وسجاد الصلاة».
خلقت «هند» حالة من التناغم بين جيرانها غير المسلمين، من خلال نشر قيم الإسلام السمحة، إذ أهدت أطفالهم فوانيس رمضان، التى قامت بصنعها برفقة بناتها الأربع: «عملنا فوانيس من الفوم بها بعض الحلوى وكتبت عليها رمضان كريم وأسماء الأطفال بالإنجليزى والعربى، الأطفال اتبسطوا جداً».
طوال 9 أعوام، يفتقد باهر عبدالمعطى، مصرى مقيم فى دولة ألمانيا، الأجواء الرمضانية والأسرية وسط عائلته، ففى ألمانيا لا يشعر بأى روحانيات، كل شىء يمر بسرعة بالغة دون أن يكون له المذاق الرمضانى: «هنا يكاد يكون مفيش رمضان، إحنا اللى بنستعيد رمضان مع نفسنا هنا، هما أسرتين أو تلاتة بالكتير، بنعزم بعض فى رمضان، ونجيب المسلسلات المصرية على الإنترنت، ونتفرج عليها علشان نحس برمضان».
يضيف «باهر» بأنه يقوم بتعليق زينة رمضان داخل منزله فى ألمانيا، حتى يشهر ببهجة وأجواء رمضان التى يفتقدها منذ سنوات طويلة: «على الفطار بنسمع التواشيح ونشغل أغانى رمضان، ولازم المدفع يضرب عشان ناكل، سواء لو أنا بافطر لوحدى فى البيت أو معايا حد من أصحابى المسلمين».
تعليقات الفيسبوك