رغم تعديه الـ 60 عاماً، وجسده ضئيل، لكنه يملك قوة تحمل وأعصاب «من حديد» وإرادة تميزه عن غيره، فيقف وسط الأراضي والطرق ويمسك الفأس والحفار اليدوي، ويقوم بحفر وحرث قواعد وسملات المنازل بكل ما أوتي من قوة وحرافية.
العمر مجرد أرقام
محمد شاهين 61 عاماً من محافظة البحيرة، كان يعمل موظفاً حكومياً بالوحدة المحلية في أورين، وخرج بالمعاش قبل عام واحد، وقرر إلا يستسلم إلى روتين المرحلة الستينية، واختار مهنة شاقة ومرهقة تكاد تكون غير ملائمة مع مرحلته العمرية، وكذلك جسده الضعيف: «قعدة البيت هي اللي بتتعب وأنا لو سيبت نفسي أفضل قاعدة مبعملش حاجة يبقى همرض والتعب هياكل في جسمي، لكن أنا لسه بصحتي وقوتي وباخد الفأس والحفار وبنزل أحفر وبكون واقف في الأرض ولا أجدعها شاب في العشرينات كمان» بحسب «محمد».
يومية من 100 إلى 200 جنيه.. «رضا»
يخرج «الحاج محمد» من منزله في الساعة 8 صباحاً ويعود مع غروب الشمس، يكون انتهى من حفر أعداد كبيرة من السملات والقواعد المنازل، وتتراوح يوميته بين 100 و200 جنيه يومياً: «شغلتي دي أحسن من القاعدة البطالة من غير شغل.. واليومية دي مع المعاش بتمشي الشهر في التاني ونحمد ربنا على كده»، وبسبب هذه الحرفة الصعبة التي يعمل بها، يحرص الشباب الذين يعملون معه بنفس المهنة على تشجعيه دائماً بجملة تحفيزية «الله عليك يا عم الحاج.. والله انت اللي شباب وإحنا عواجيز جنبك».
دفن الموتى مجاناً
إلى جانب هذه المهنة الشاقة التي يقوم بها، قرر «محمد» إن يقوم بشق التُرب وتجهيزها قبل استقبال الموتى، لكن هذه الخدمة يقدمها بشكل تطوعي: «دي حاجة كده بعملها لله طالما مديني قوة وصبر بحب أعمل كده وأساعد الناس اللي حواليا ومش بوافق أخد ولا جنيه واحد عليه عشان ربنا يبارك في صحتي وعفيتي وأقدر أشتغل لآخر نفس في عمري».
تعليقات الفيسبوك