يتميز العامل المصري بقدرته على البناء والإبداع، حيث بنى المعابد والقصور منذ آلاف السنين ومازالت جينات الإبداع متوارثة في دماء العمال المصريين.
وإذا قادتك أقدامك لصعيد مصر وتحديدًا مدينة قنا، ستجد بعض التحف في الشارع للتوقع أنك أمام معرض للتحف والأنتيكات حتى تفاجئ بصوت ماكينة اللحام لتدرك أن أمام ورشة حديد.
لم يكتفي الشاب الصعيدي طارق عبدالفتاح الديك، البالغ من العمر 27 عامًا، بأعمال اللحام التقليدية وأعمال الحديد الخالية من الفن وأمسك بورقة وقلم ورسم بعض القطع الفنية ونوى تنفيذها فعلًا باستخدام المعدن العنيد.
حكى طارق لـ«الوطن» البداية، حيث تخيل شكل معين في ذهنه ورسمه على الورقة، ثم أمسك المنشار وقطع الحديد ويلحمها لينجح في النهاية في تشكيل الحديد؛ ليكون أشبه بتحفة فنية وليصبح طارق الديك حداد بدرجة فنان في صعيد مصر.
طارق الذي شرب الصنعة من والده، قرر أن يساهم في تغيير الواقع عن طريق إعادة تدوير القطع الحديدية التالفة؛ لتصبح أنتيكات ومقاعد و«تربيزات» بعدما كانت مجرد حديد بالي جرى عليه الزمن.
ويحرص طارق على متابعة كل جديد في عالم تشكيل الحديد، ويعلم نفسه باستمرار ونجح في تنفيذ أعمال ديكور، وإعادة تدوير للمخلفات لتتحول لتحف رائعة.
ويهدف لأن يتوسع في ذلك، مؤكدًا أنه يشعر بسعادة بالغة بعد نجاحه في تنفيذ أي قطعة رغم التعب والمجهود الشديد الذي يبذله لتتحول القطعة من حديد أصم وخردة بالية إلى قطعة نافعة ومفيدة ولها شكل جمالي مميز.
تعليقات الفيسبوك