حياة استثنائية عاشها رجل لفترة قاربت 40 عاما، يستقيظ يوميا لممارسة صيد الحيوانات وذلك ليس من أجل التسلية بل فقط من أجل البقاء على قيد الحياة، فهو نشأ على حياة بدائية غريبة لم ير فيها طوال حياته سوى ثلاثة أو أربعة أشخاص، لتتشابه قصته مع فيلم «طرزان» الشهير.
هو فان لانج، رجل يبلغ من العمر 49 عاما، عاش نحو 8 أعوام فقط حياة عادية، ليفر به والده مع اثنين من أشقائه من فيتنام هربا من قنابل الولايات المتحدة الأمريكية التي أطلقتها خلال حرب فيتنام عام 1972، بعدما قتلت أحدها الأم واثنين من أطفالها.
عاش «لانج» حياة بدائية للغاية في غابة بمنطقة تاي ترا بمقاطعة كوانج نجاي، معتمدا فقط على تناول رؤوس الفئران والحيوانات البرية، حياته كانت عبارة عن عزلة كاملة عن البشر ولا يعرف حتى بوجود جنس آخر من البشر أي النساء، حيث أخفى عنه والده حقيقة وجودهن بسبب اعتقاده أنهم سيعشوا في الغابات بشكل دائم.
يحكي الرجل الملقب بـ«بطرازان» أنه لم ير سوى بضعة أشخاص فقط أغراب على مدى العقود الأربعة الماضية، وكانوا يهربون منهم في كل مرة، «كان والدي يعاني من خوف كبير من العودة لأنه لم يكن يعتقد أن حرب فيتنام قد انتهت، تكيفنا على العيش في الطبيعة من أجل البقاء على قيد الحياة وأصبحنا صيادين أكفاء نعيش على الفرائس التي نصطادها من الغاية وصنعنا أدوات صيد بدائية»، بحسب صحيفة «ديلي ستار» البريطانية.
وبحسب الصحفي الأسترالي «ألفارو سيريزو»، والذي تعقب الأسرة في عام 2015، قال إن الأسرة كانت دائما تهرب من البشر، وعاشوا على تناول القرد والثعبان والسحلية وأي مخلوق آخر يمكنهم الحصول عليه، والوجبة المفضلة لـ«لانج» هي رؤوس الفئران.
عمل الصحفي على نقل الأسرة على قرية حضارية بسيطة، ليشعر «لانج» بالصدمة بعد رؤيته للنساء، حيث أن والده لم يشرحها له قط، والأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أنه اليوم، على الرغم من قدرته على التمييز بين الرجال والنساء، إلا أنه لا يزال لا يعرف الفرق الأساسي بينهما، ولم يكن لديه أبدًا الحد الأدنى من الرغبة الجنسية وأن غريزة الإنجاب لم تظهر أبدًا رأسها في أي من جوانبها العديدة.
«إذا طلبت من لانج أن يضرب شخصًا ما فإنه يفعل ذلك بقسوة، لا يعرف الفرق بين الخير والشر، هو مجرد طفل، والافتقار إلى المهارات الاجتماعية التي تمكن من تطويرها كان أحد أكبر العقبات التي واجهها منذ عودته إلى المجتمع».. يصف الصحفي ما يواجهه طرازان في الوقت الحالي.
وتحدث شقيق «لانج»، قائلا أن والده لم يخبرهم من قبل بوجود جنس أخر من البشر، ولذلك لا يعلم «طرازان» كيفية التعامل، «يتكيف بسعادة مع حياته الجديدة وقد أحب بشكل خاص رؤية الحيوانات تتعامل مع الناس، وهو تغيير كبير عن حياته في الغابة».
تعليقات الفيسبوك