كانت فاطمة عبد العزيز، 50 عاماً، شابة صغيرة تراودها الأحلام وخاصة بالزواج والأمومة، ولم تتوقع أن يأتي اليوم الذي تتخلى فيه عن تطلعاتها وتحرم من حقها في حياة بسيطة هادئة، وتجرب المعنى الحقيقي للشقاء للإنفاق على زوجها المريض ببيع الأقلام على الأرصفة.
تزوجت «فاطمة» برجل يكبرها بـ20 عاماً، معتقدة أن التقدم في العمر سيجعله يلبي كل رغباتها في الحياة وتعيش في بيت الأحلام، ولكن الواقع مؤلم بكثير لتخرج إلى الشارع تبيع الأقلام وأدوات الرسم ولعب للأطفال، وتفترش بها الرصيف في حي فيصل بمحافظة الجيزة القريب من منزلها بشارع عشرين: «بفضل قاعدة من الصبح لحد بالليل في السقعة هعمل إيه».
«فاطمة» تعول زوجها المريض
خرجت «فاطمة» تبيع في الشوارع لتعول زوجها الذي يبلغ من العمر 70 عاماً طريح الفراش، بسبب مرضه بالغضروف وعرق النسا ولا يحصل على معاش يعوض شيء من عدم قدرته على العمل: «جوزي عيان بقاله 5 سنوات وقبل ما يقعد في البيت كان شغال على دراعه يشيل حاجة يوصل طلب، لكن دلوقتي مش قادر يشتغل خالص أنا اللي بنزل ألف في الشارع لو معايا بضاعة بسيطة، وساعات تبقى حاجات كتير بقعد بيها على الرصيف وكل يوم على الحال دا».
مأساة «فاطمة» تتكرر مع ابنتها
«فاطمة» أم لولد وبنت وتزوج كل منهما وكون أسرة، ولكنها لم تتخيل أن الزمن سيعيد نفسه وترى تجربتها القاسية تتكرر مع ابنتها، الذي يعمل زوجها عامل نظافة وفي أغلب الأيام يلزم المنزل، لذلك تشاركها فلذة كبدها في بيع الأقلام: «بنتي حامل وعندها طفلة وعايشين معايا في نفس البيت بس مطلقتش، بنشتغل سوا وبناخد 50 أو 60 جنيها في اليوم منهم 20 جنيه أجيب علبة لبن لحفيدتي، والباقي عشان الأكل أجيب شوية فول وطعمية والحمد لله على كده».
«فاطمة» تطلب المساعدة لإجراء جراحة لزوجها
تمر «فاطمة» بظروف صعبة وتطالب أصحاب القلوب الرحيمة بالوقوف مع زوجها، الذي يحتاج إلى إجراء عملية جراحية بسبب مرضه بالغضروف وكلفتها 20 ألف جنيه، كما تطلب معاشا ليكون عوناً لها في ظروفها الصعبة: «المستشفى خفضت تكلفة العملية لـ10 آلاف جنيه بس أجبهم منين، دا غير تمن الأدوية والتحاليل والأشعة».
تعليقات الفيسبوك