رغم الإعاقة التي لازمته منذ الصغر، إلا أن «إسلام» لم يستسلم لقدره، واستطاع أن يثبت لنفسه وللجميع أنه قادر على التغلب على جميع الصعاب، ليلتحق بالجامعة عندما كان عمره 26 عامًا، يعمل في وظائف مختلفة للإنفاق على نفسه وشقيقاته، وقرر الشاب العشريني أن يكون منارة أمل لغيره، ويعطي محاضرات تحفيزية من أجل عدم الاستسلام للمشكلات.
إسلام مدبولي، يعيش في منطقة المقطم بمحافظة القاهرة، ولد الشاب العشريني بنقص في الأكسجين ما أثر على الحركة بنسبة بسيطة والنطق أيضًا، في عام 2005، عمل في مجال الهواتف للإنفاق على نفسه: «والدتي ربة منزل، ووالدي كان شغال مهندس، ومحدش كان فاضيلي ولا مهتم أنه يسمعني، بابا كان بعيد عني ومكنش في اهتمام ولا حب واحتواء، وماما كانت تعبانة وفيها إللي مكفيها، قررت إني اشتغل في مجال الموبايلات لأني حبيته جدًا، والدتي كانت مشجعاني لكن والدي عارض الفكرة، وبعد الضغط وافق».
«إسلام» تغلب على إعاقته بالعمل
لم يكن التعليم يستهوي «إسلام» ولذلك لم يعطه اهتمامًا كافيًا ولم يذهب إلى المدرسة، حتى وجد شقيقاته في مراحل تعليمية مختلفة بينما هو رغم امتلاكه الكثير من المال والمعرفة لم يحصد أي شيء: «لقيت أخواتي البنات كلهم ناجحين في التعليم إلا أنا، رحت أخدت محو أمية في مكان للتعليم للكبار، وبعدها دخلت الإعدادية وقعدت فيها 5 سنين، لحد ما نجحت ودخلت ثانوية عامة أدبي»، بحسب حديثه لـ«الوطن».
استطاع الشاب النجاح في الدراسة، ليلتحق بكلية الآداب جامعة القاهرة، قسم علم اجتماع، ولكنه لم يشعر بالارتياح: «لما دخلت الجامعة، لقيت أن كل اللي معايا صغيرين عني وفي فروق في مستوى التفكير، وحسيت أنهم عيالي، وشايف نفسي مش زيهم، فبدخل المحاضرة وأمشي على طول، مليش أصحاب، إللي كان عايز يجي يتكلم معايا بسمع ليه، غير كده مليش علاقة بحد، وأنا بشتغل جنب الدراسة بعد وفاة والدي ووالدتي، مساعد مدير في مصنع ملابس بالهرم، ومسؤول عن التسويق في مطعم في أكتوبر، علشان أصرف على نفسي وأخواتي البنات».
محاضرات تحفيزية للشباب
انضم «إسلام» إلى فريق يعرف باسم «الفرسان»، وهو عبارة عن مجموعة من الشباب هدفهم دعم الجميع وإعطاء طاقة إيجابية: «أديت أول محاضرة في حياتي في جمعية خيرية وقعدت فيها 3 ساعات بحكي قصة حياتي وإزاي كافحت ووصلت واتعلمت، وبعدها بقى في كتير يكلموني من محافظات مختلفة عايزني أدي محاضرات تحفيزية، وكلامي كله عن السعادة والحب وأننا نصبر على أي مشكلة بتواجهنا علشان كده بيسموني سفير السعادة، وحلم حياتي أقابل الرئيس».
تعليقات الفيسبوك