اللواء ناجى شهود لـ«الوطن»: أمريكا لن تهزم «داعش» دون تدخل برى
قال اللواء ناجى شهود، مساعد مدير المخابرات الحربية والاستطلاع السابق: إن الولايات المتحدة والتحالف الدولى المكون من 40 دولة لن يستطيعوا إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة الإسلامية الإرهابى، المعروف اختصاراً باسم «داعش»، دون تدخل برى على الأرض، مشيراً إلى أن التنظيم يمتلك قدرة فائقة على الانتشار على الأرض، فضلاً عن امتلاكه سيولة مالية تقدر بـ1٫2 مليار دولار و425 مليون دولار كودائع وينتج يومياً 90 ألف برميل بـ3٫2 مليون دولار، وله حضور بمصر؛ بدليل ظهور أسلوب قطع الرقاب. وأضاف، فى حواره لـ«الوطن»، أن مصر اتخذت قرار المنطقة العازلة قبل سنوات طويلة، وأن الحل الأمثل للقضاء على الأنفاق يكون بإغراقها فى مياه البحر المتوسط، مشيراً إلى أن مصر لن تعامل شعب غزة بأخطاء شرذمة كـ«حماس». [FirstQuote]
■ ما الإرهاب؟ وماذا يستهدف؟
- الإرهاب ببساطة هو محاولة لخلق حالة من الخوف والرهبة لدى المستهدفين، سواء كانوا أفراداً أو جماعات أو دولاً أو رأسمال، وإذا أخذ الإرهاب شكل تنظيم له أفرع فى عدة مناطق بمظلة واحدة يصبح تنظيماً دولياً كالتنظيم الدولى للإخوان المسلمين، ولعل جماعات الإرهاب المحلية دائماً ما تتمتع بمظلة دولية، أو على الأقل تسعى لكى تكون لها مظلة دولية لتوفير الموارد والتمويلات اللازمة لتنفيذ مهماتها الإرهابية، ومن خلالها ينقل التنظيم الدولى رسائله للحكومات والأفراد كوسيلة للضغط.
■ هل تعتقد أن بإمكان واشنطن وتحالفها الدولى القضاء على «داعش»؟
- ليس بمقدور واشنطن والتحالف الدولى المكون من أربعين دولة هزيمة «داعش»؛ نظراً لاعتمادهم على القصف الجوى فقط، وبالتالى فإن حملتهم لن تحقق أهدافها دون وجود تدخل برى على الأرض.
■ وكيف بدأ تنظيم داعش فى الظهور على الساحة الجهادية؟
- بدأ عام 2004 فى العراق، وكان يسمى «تنظيم التوحيد والجهاد» بقيادة أبومصعب الزرقاوى، وقُتل «الزرقاوى» فى 2006 وتحول وقتها لـ«التنظيم الإسلامى فى بلاد الرافدين»، وفى 2010 قُتل عمر البغدادى وأبوحمزة المهاجر، أبرز قادة التنظيم، ومن وقتها تولى أبوبكر البغدادى قيادة التنظيم حتى تحول اسمه إلى «الدولة الإسلامية فى العراق والشام» المعروف بـ«داعش».
■ وكم يبلغ عدد المقاتلين فى التنظيم حالياً؟
- 32 ألف شخص، منهم ما يقرب من 11 ألف جهادى أجنبى، 3 آلاف منهم أوروبيون، والباقون من العرب من خارج سوريا والعراق.
■ ماذا عن عملية كرم القواديس الإرهابية؟
- هذه العملية تؤكد لدى جميع العسكريين وجود نقلة نوعية وتكتيكات جديدة لدى منفذيها، وهو ما أشار إليه الرئيس السيسى باعتباره عملاً خارجياً، وحتى موعد تنفيذ العملية لم يكن بمقدورنا قياس وتأكيد حضور «داعش» فى مصر، ولا شك أن تلك العملية بدأ تنفيذها بمراقبة الكمين لعدة أيام لمعرفة سيناريو العمل به وخطة التدخل والإنقاذ به، كما أن الانتحارى الذى فجر نفسه بسيارة مفخخة كان يستهدف مبنى راحة وتحصن الجنود لإيقاع أكبر عدد ممكن، وطبيعة العمل فى الكمائن تفرض أن 50% من القوات تعمل على تأمين الكمين والآخرين فى راحة، كما أن أسلوب تفجير السيارة التى استهدفت الكمين ليس مثل أسلوب تفجير مديريتى أمن القاهرة والمنصورة، وحينما استوقف الجنود السيارة لتفتيشها تجاوزتهم لبلوغ هدفها، وهو مبنى الجنود، كما أن استهداف السيارات المدرعة والدبابات المجهزة على بعد نحو 500 متر للتدخل لحماية الكمين من خلال مضاد المدرعات يؤكد أن ذلك العمل متقن ومدروس بعناية فائقة، ويجعلنا أمام فريق من المنفذين ظل يراقب الكمين وخطة عمله لفترة طويلة قبل التنفيذ، ولعل أسوأ ما فى الأمر هو استهدافهم لسيارات الإسعاف، ولا شك أن المنفذين تلقوا مساعدات من بعض شراذم شباب قبائل سيناء، وأنا أبرأ بشيوخ وعواقل سيناء من هذا الجرم، وأطالبهم بتقديم تلك الشراذم، ومن الضرورى مستقبلاً تأمين محيط الكمائن حتى 5 كيلومترات. [SecondQuote]
■ هل تعتقد أن «داعش» أصبح لها حضور فى مصر؟
- كل جماعات الإرهاب فى مصر ليس لديها هذا الأسلوب الجديد ولم يكن من قبل فى مصر ولا حتى أيام محمد مرسى، وهذا يؤكد أن «داعش» بدأ لها حضور بالمنطقة، من خلال مصريين وفلسطينيين، كما أن إسرائيل و«حماس» ليسا غائبتين عن المشهد، والتاريخ سيثبت ذلك.
■ ماذا تستهدف تلك الجماعات من وراء إرهابها؟
- كما قلت، ترهيب المواطنين وتخويف المستثمرين وإفشال مصر اقتصادياً بالنظر إلى مؤتمر القمة الاقتصادية المرتقب الذى تعوّل عليه الحكومة لجذب استثمارات، والمستثمر يبحث دوماً عن البيئة التى سيستثمر بها، وإذا خاف رأس المال فإنه سيهرب لا محالة.
■ ماذا عن الدور التركى فى تمويل تلك العمليات؟
- تركيا سعت للانضمام للاتحاد الأوروبى، ولكن لديها تجمعات إسلامية تشبه تجمعات اليهود المغلقة، وبالتالى فإن أمريكا وأوروبا رفضتا انضمامها، وكان الحل فى أن تبحث تركيا لنفسها عن ملعب يناسب اسمها وتاريخها، وحينما نادت كونداليزا رايس بالشرق الأوسط الجديد، اختير لكى يكون الملعب تركيا، وهو شرق أوسط إسلامى، مع تقسيمه إلى طوائف وأعراق وأديان، ويمتد الشرق الأوسط الجديد من إيران وأفغانستان شرقاً وحتى المغرب العربى غرباً ومخططه كان تدريجياً وبدايته كانت بإخوان تونس وبعدهم إخوان مصر، والإخوان هم الأقدر على إدارة العمل وناجحون فى ذلك من خلال استغلالهم الدين لدى البسطاء وقدرتهم التنظيمية، كما أن الخليج العربى من السهولة السيطرة عليه، ومصر إذا تمت السيطرة عليها ستدخل ضمن التيار الدينى الذى من المفترض أن تتزعمه تركيا؛ لذلك دعمت الأخيرة مصر بعد ثورة 25 يناير بشكل كبير و«أردوغان» زار مصر، والتنظيم الدولى خطَّط لهذا الأمر، وأى إرهاب حالى وسابق ومستقبلى خارج من رحم الإخوان، ولعل عظمة ما تم فى 30 يونيو أن المصريين أحبطوا مخطط الشرق الأوسط الجديد وأسقطوا الإخوان وطهروا مصر من إرهابهم.
■ ما العلاقة التى تجمع «داعش» بالإخوان؟
- «داعش» تمتلك خلايا نائمة، وأحذر من خطورة العائدين من العراق وسوريا أو المناطق الجهادية، ومن المؤكد أنهم يعتزمون تنفيذ ما تدربوا عليه، وتلك الخلايا تحت سيطرة الأجهزة الأمنية، ومن دون شك فإن مصر أرض خصبة يسعى داعش لوجوده بها من خلال عنف الإخوان.
■ وهل ثمة دلائل وعلامات على حضور «داعش» فى مصر؟
- دليل وجودهم فى سيناء هو قطع رقاب أربعة من السيناويين بتهمة معاونة الجيش، كما أن المناطق النائية تنصب كمائن على الطريق ومعهم حواسب إلكترونية للتدقيق فى المارة، كما أن العامل النفسى له اعتبار من خلال نشر مقاطع الفيديو على «يوتيوب» وتأييد «أنصار بيت المقدس» لـ«داعش»، لكنهم لن يفلحوا فى مصر كما فى العراق وسوريا، و«أنصار بيت المقدس» دعمت بعناصر من «داعش» كى تنفذ الأساليب الجديدة، وإمكانات «بيت المقدس» متواضعة وبدأت تستفيد من خبرة «داعش»، وقيادات الإخوان بدأت تدعم «داعش»، ومنهم وجدى غنيم على سبيل المثال، كما أن الإخوان بدأوا فى الترويج لأفكار «داعش»، مثل عاصم عبدالماجد.
■ ما رأيك فى قرار هدم المنازل على الشريط الحدودى؟
- قرار هدم المنازل على الشريط الحدودى وإقامة منطقة عازلة مدروس منذ سنوات طويلة، وتم حصر المنازل ومن يسكن ومن لا يسكن وكنا نفكر فى هذا القرار منذ سنوات، ولكن نزع المواطنين من بيئتهم مثل ما حدث من ترحيل لأهالى بورسعيد والإسماعيلية أمر غير سهل، كما أؤكد أن الأمر ليس بجديد أو مفاجئ، وإنما أخذنا قراراً فى هذا الشأن من قبل ثم تراجعنا عنه أكثر من مرة، وأنصح بضرورة أن تتسع المنطقة العازلة من 3 إلى 5 كيلومترات؛ نظراً لتطور نشاط الأنفاق ولوجود حرفة بغزة وهى حفر الأنفاق، و«حماس» لديها هيئة للأنفاق وتأخذ إيرادها كى تنفق على أفرادها وقياداتها، كما أن «شارون» تمكن من قراءة غزة بمشاكلها وانفجارها القادم، وترك معبر فيلادلفيا مع مصر، كى يكون التفريغ الطبيعى لقطاع غزة فى سيناء وهذا ما رفضناه تماماً كى لا تموت القضية الفلسطينية، وهذا ما تبناه الرئيس الأسبق محمد مرسى بمنح الجنسية المصرية للآلاف بلا وعى ولا تقييم.
■ هل الرئيس على دراية بما يحدث على الأرض؟
- بالطبع، يوضع على مكتب الرئيس صباح كل يوم عدة تقارير حول ما يحدث فى مصر والشرق الأوسط، والأجهزة الأمنية منوطة بذلك، وكنا نسلم تقارير المخابرات الساعة 6٫30 صباحاً كل يوم.
■ برأيك، ما الحل الأمثل لمشكلة الأنفاق؟
- الحل الأمثل للأنفاق هو إغراقها بالماء المالح فى البحر المتوسط، وحدودنا مع غزة 13٫200 كيلومتر، والتربة من المؤكد أنها ستنهار على الأنفاق، وتم هدم 1800 نفق حتى الآن، وبين الأنفاق مسافات، والنفق الواحد يحتاج 200 متر من الجانبين لضبطه، وبالتالى الكيلو الواحد يكون فيه 10 أنفاق.
■ ماذا عن الدعم الأمريكى للإخوان؟
- الولايات المتحدة لا تساعد الإخوان مساعدة مباشرة، والتنظيم الدولى للإخوان يوفر تسليحاً وتأميناً ومعاشات من تمويلات خارجية، و«داعش» لديه 1٫2 مليار دولار سيولة مالية، ولديه 425 مليون دولار ودائع للبنوك، ولديه 13 بئر بترول بدخل يومى 3٫2 مليون دولار؛ حيث يبيع 90 ألف برميل يومياً، وذلك من خلال وسطاء.