باحثات عن «الحرية».. خائفات من «التحرش»
باحثات عن «الحرية».. خائفات من «التحرش»
فتاة تنتظر حضور فرح لترتدى الفستان الذى تحلم به
تفتح الدولاب، تنظر بحيرة إلى الألوان الزاهية والموديلات المختلفة المرصوصة بعناية، تتأمل طيات ملابسها المرصوصة فوق أحد الأرفف، واحدة تحمل ذكرى سيئة وأخرى تذكرها بحدث سعيد، تمتد يدها بشكل ميكانيكى إلى رف يحمل ملابس غامقة لتقرر ارتداءها كدرع واقية لها تحميها من نظرات الرجال، «دولاب الأحلام» هو العامل المشترك بين الفتيات المصريات، وهو المشروع الذى أطلقه المصور الفوتوغرافى الشاب روجيه أنيس، وحاول من خلاله أن يعكس حجم المعاناة الملقاة على عاتق النساء مع اختلاف مراحلهن العمرية وطبقاتهن الاجتماعية وخلفياتهن الدينية، الرابط الوحيد بينهن هو الحلم بارتداء الفساتين مرة أخرى، «نفسى ألبس فستان».
مصور أطلق مشروعاً يلخص أحلام الفتيات
10 صور لـ10 فتيات وسيدات يروين قصصهن مع الفساتين، استغرقت شهرين ونصف الشهر من «روجيه» حتى يستطيع أن يجمع أكبر كم من النماذج المختلفة، فما بين السيدة الأجنبية التى تعيش فى الزمالك، والسيدة الأرستقراطية المتقدمة فى العمر والفتاة المنتقبة، رابط مشترك وهو «الخوف» الذى سيطر على حياتهن واختياراتهن لأبسط تفاصيل الحياة، ودفعهن لـ«احتشام مجتمعى» خوفاً من التحرش، الذى لم يعد يفرق بين فتاة ساخرة وأخرى منتقبة، بحسب «روجيه»: «كل بنت شاركت قصتها وصورتها مع العالم هى فتاة شجاعة، لها دور قوى فى فضح حجم المأساة التى تتعرض لها السيدات فى الشارع المصرى».
وفيما يتعلق بالمشروع يقول المصور الشاب: «الصور جزء مهم جداً من التجربة تنقل العدسة أحاسيس خفية تنتاب من يراها بقوة لينتقل بعد ذلك إلى كلام الفتيات الذى يوضح الكثير ويحل ألغاز الصور»، تحكى القصص قصة كل بنت وسيدة، فجاء ضمنها: «تعرضت لكثير من التحرش بسبب لون بشرتى»، «اعتدت سماع تعليقات سخيفة على جسمى وأنا أمشى فى الشارع لأننى ممتلئة الجسد»، «أنتظر أى زفاف لأصدقائى حتى أستطيع ارتداء الفساتين التى أحبها مثل أى فتاة».
يستعد «روجيه» أن يكمل المشروع خلال الفترة المقبلة ولكن بشكل موسع أكبر يجوب من خلاله عدداً من المحافظات كالريف والصعيد، خاصة بعد نشر المشروع فى مجلة «تايمز» الأمريكية.
منتقبة تعاني من انتقاد الناس لها فى الشارع بسبب ارتدائها لفستان مشجر