ضحية «التحرش الجماعى» بقصر النيل: «حقى مش هييجى»
ضحية «التحرش الجماعى» بقصر النيل: «حقى مش هييجى»
لقطة من «فيديو» التحرش بـ«أميرة»
لم تكن تنوى مغادرة منزلها فى أول أيام عيد الأضحى المبارك، فالزحام الشديد الذى تتوقعه وصور حالات التحرش بالأعياد السابقة، يدفعاها للبقاء بين أفراد أسرتها، إلا أن «أميرة» بعد إلحاح من صديقتها، التى تشاركها بالمرحلة الثانوية، قررت التنزه فى الساعات الأولى من العيد، ليحدث ما كانت تخشى حدوثه، وتسقط ضحية لواقعة تحرش جماعى على كوبرى قصر النيل بمنطقة التحرير.
«أميرة».. فريسة لـ«كلاب سعرانة» فى غياب الأمن
تحكى «أميرة»، التى تبلغ 17 عاماً، ما تتذكره من الاعتداءات الجماعية عليها قبل أن تفقد وعيها: «إحنا كنا ماشيين أنا وصاحبتى، وفيه بعض الشباب بيعاكسونا، حاولنا نمد بسرعة، لكن المكان كان زحمة، وشباب تانيين وقفونا وبقينا فى النص، صاحبتى خرجت وعدت الطريق، وأنا واحد شدنى من إيدى»، تتوقف عن الحديث لحظات، تستعيد آخر مشاهد الواقعة، ثم تقول: «حصل اعتداء عليا من كل ناحية، كأنى وسط مجموعة كلاب سعرانة، وبعدها صرخت ووقعت وحد شالنى حركنى، ماكنتش فاقدة الوعى تماماً، بس ماكنتش عارفة أنطق ولا أتحرك من مكانى»، لم تر شرطياً واحداً فى المكان المكدس بالمواطنين فى كل عيد: «كنت ببص بعينى علشان أشوف عسكرى أو ظابط، بس مالقتش حد، والناس كانت خايفة تدخل تحوش وتنقذنى».
عقب الواقعة، نصحها كثيرون بالتقدم لتحرير محضر بقسم شرطة قصر النيل، حتى لا تفرط فى حقها، لكنها رفضت ذلك لمبررات مقنعة بحسب وجهة نظرها: «أولاً المحضر مش هيجيبلى حقى، كتير غيرى عملوا محاضر وماحصلش نتيجة، كمان أنا معرفش تحديداً مين اللى اعتدى عليا، ولا هعرف حتى أحدد ملامح»، أسباب أخرى تمنعها من التوجه لقسم الشرطة: «أنا من أسرة بسيطة، وساكنة بمنطقة شعبية، والموضوع ده عيب، حتى لو البنت مظلومة، وفكرة إنى أعمل محضر وأدخل فى سكك قضايا ونيابة، أنا اللى هكون متضررة مش حد تانى».