«دولى الإخوان» يدعو قواعده للاندماج فى الحياة السياسية
«دولى الإخوان» يدعو قواعده للاندماج فى الحياة السياسية
لقاء سابق لقيادات الجماعة الإرهابية مع وفد من الكونجرس «صورة أرشيفية»
طالب التنظيم الدولى للإخوان، قواعده فى مصر، بالعودة إلى الحياة السياسية، والانخراط فيها مجدداً من خلال المشاركة فى الأحزاب القائمة أو تشكيل أخرى جديدة، وفتح قنوات للحوار مع القوى السياسية، واعترف فى بيان له، بخروج الشعب عليه، وتراجع شعبيته فى مصر، وهزيمته فى مواجهة الدولة، مهدداً بطرد كل من يمارس العنف أو يبرره.
«التنظيم»: سنراجع سياسات «الحرية والعدالة» لتصحيح أخطائه ونفصله عن الجماعة.. ومن يمارس العنف «ليس منا»
وتسبب بيان التنظيم الدولى الذى تسيطر عليه القيادات التاريخية للإخوان، ورموز مكتب الإرشاد، فى تصاعد الخلاف بينهم وبين المكتب الجديد للإخوان، الذى يتبنى العنف الصريح والمواجهة المسلحة للدولة، وتبرأ من بيان «التنظيم الدولى» مؤكداً أن البيانات والمواقف الرسمية للتنظيم تصدر عنه فقط. ويشهد التنظيم صراعات حادة بين قياداته التاريخية «القديمة» التى ترفض انتهاج العنف المباشر والمُعلن مع الدولة، والقيادات الجديدة التى تم اختيارها فى انتخابات داخلية فبراير 2014، واعتمدت منهج العنف المسلح ضد الجيش والشرطة، وهو ما دفع القيادات القديمة، للعمل على استعادة السيطرة على التنظيم مجدداً واستبعاد القيادات الجديدة.
وتضم القيادات القديمة كلاً من: محمود حسين، الأمين العام السابق للتنظيم، ومحمود غزلان، المتحدث باسم الإخوان، ومحمود عزت، نائب المرشد، فيما يرأس المكتب الجديد للإخوان محمد كمال، عضو مكتب الإرشاد، ويضم فى عضويته الدكتور حسين إبراهيم، الأمين العام لحزب الحرية والعدالة المنحل، وعلى بطيخ، عضو مجلس شورى الإخوان.
ودعا «التنظيم الدولى»، إخوان مصر، للمشاركة مجدداً فى الحياة السياسية، قائلاً: «لمن يشاء من أفراد الصف، الحرية فى تكوين أحزاب سياسية، أو الانخراط فى أحزاب سياسية قائمة، تحترم مبادئ الحرية والديمقراطية والعدالة وقيمها، وإنْ لم تشترك بالضرورة فى المرجعية الفكرية والأيديولوجية للجماعة التى لا تلزم أحداً من أفرادها بشىء غير ما يلتزم به هو نفسه قناعة واختياراً».
وقرر التنظيم، فصل الجماعة عن العمل السياسى، وتخصيص نشاطها فقط للعمل الدعوى، مضيفاً: «نعلن الفصل الإدارى والتنظيمى التام بين جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة، وعدم تخلى الجماعة عن دورها الأصيل، كحركة تربوية ودعوية، بمفهوم الإسلام، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتنصح الحاكم والمحكوم».
وألمح التنظيم الدولى، إلى الفصل الإدارى بينه وبين وفروعه فى الدول العربية، قائلاً: «هذا الدور الدعوى سيتم من خلال الالتزام باللوائح والقوانين المحلية، دون التدخل فى شئون فروعها، ومن يتبنى نهجها الفكرى». وأشار إلى أنه بصدد إجراء مراجعات سياسية لحزب الحرية والعدالة، لتصحيح الأخطاء التى وقع فيها منذ وصوله إلى السلطة عام 2012، واتخاذ ما يراه ملائماً من إجراءات لتصحيح العلاقة مع الفرقاء السياسيين، وإعادة بناء الثقة معهم، والعمل على التوصل إلى أجندة سياسية مشتركة، هدفها بناء دولة القانون والحريات والعدل (فى إشارة إلى إجراء مصالحة مع القوى السياسية ومعارضى التنظيم).
ودعا التنظيم الدولى القوى السياسية لفتح حوار سياسى معه قائلاً: «نهيب بالقوى والحركات والشخصيات السياسية التى آمنت بثورة يناير، وبقدرة شعبنا على وقف الظلم أن تتجاوز خلافاتها وحساباتها الضيقة، وأن تبدأ فوراً حواراً سياسياً، يستهدف إنجاز شعار الثورة».
واعترف الإخوان بخروج الشعب عليهم واختفاء شعبية التنظيم التى كانت موجودة قبل ثورة 25 يناير مضيفاً: «معارضو التنظيم تربصوا بالإخوان وخوّنوهم وكل من شارك فى ثورة يناير، ويبدو أن قطاعاً من الشعب صدّق هذه الترهات والأكاذيب واقتنع بها، كما حاولنا، على مدار عامين، أن نعيد الحياة إلى ثورة يناير، من خلال تظاهرات سلمية ووقفات احتجاجية لم تتوقف، لكن يبدو أن قوى الممانعة التى ترفض التغيير لا تريد لثورتنا الحياة. لذا، وصلنا إلى قناعة مهمة، مفادها أن نعيد الأمانة إلى أهلها، وأن ندعو الشعب، إلى تحمل مسئوليته فى الدفاع عن ثورته».
وشن التنظيم الدولى هجوماً حاداً ضد المكتب الجديد للإخوان فى مصر الذى ينفذ العمليات الإرهابية فى مواجهة الدولة، قائلاً: «موقفنا هو الرفض التام للعنف، أياً كان شكله ومستواه وأهدافه، ونؤكد الالتزام التام بمنهجنا السلمى الذى اتبعناه طوال تاريخ الجماعة، ونعلن أن من يُنظّر للعنف، أو يبرّره، أو يمارسه، هو خارج على الجماعة، ليس منا ولسنا منه».