الإعلام افتقد المهنية وتسبّب فى عزوف الناس عن المشاركة
الإعلام افتقد المهنية وتسبّب فى عزوف الناس عن المشاركة
الإعلام أحد المتهمين وراء عزوف الناخبين
تباينت آراء خبراء الإعلام حول أسباب الإقبال الضعيف للناخبين فى المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية، إذ أكدوا أن أبرزها توجُّه مقدمى البرامج على عدد من الفضائيات الخاصة لانتقاد جموع الناخبين بشكل حاد، بما يعبر عن تجاوز للتقاليد المهنية، مع تحميل المواطنين مسئولية ما يحدث فى اللجان الخاوية، وما سيحدث داخل البرلمان بعد إعلان النتيجة النهائية للانتخابات، بل قام بعضهم بإعطاء المواطنين فرصة أخيرة للنزول للتصويت.
«عبدالعزيز»: المذيعون تحولوا إلى مجموعة من القادة والفلاسفة وتعاملوا مع الناخبين باعتبارهم أطفالاً بلهاء
وأكد الإعلامى ياسر عبدالعزيز لـ«الوطن»، أن أزمة عزوف الناخبين عن التصويت التى رصدتها الفضائيات المصرية أمس الأول، ترجع إلى المذيعين أنفسهم، معللاً ذلك بأن ممارساتهم وسلوكهم ابتعدا كل البعد عن قواعد وأسس ومفاهيم العمل الإعلامى، مشيراً إلى أنهم تحولوا من إعلاميين وصحفيين، إلى مجموعة من القادة والفلاسفة والمصلحين الاجتماعيين، ليحوّلوا منابرهم الإعلامية إلى منابر شخصية يتعاملون من خلالها مع المشاهدين، باعتبارهم مجرد أطفال بلهاء ليست لديهم إرادة أو رأى، ليعتقدوا أنهم قادرون على توجيههم وفرض آرائهم الشخصية عليهم دون أى صعوبات، مشدداً على أن كل هذا يجرى دون وجود أى رقيب لمحاسبتهم، والنتيجة كانت ما رأيناه كلنا أمس الأول من لجان خاوية بلا ناخبين.
وأضاف «عبدالعزيز»: «المذيع ليس وحده المخطئ، بل هناك أيضاً أصحاب الفضائيات الخاصة الذين تقع أيضاً عليهم مسئولية ما حدث، لأنهم من سمحوا بتجاوزات هؤلاء المذيعين على قنواتهم المختلفة، بل دعموهم بمزيد من الأجور الضخمة والجمهور أصبح يشكو من أداء هؤلاء الإعلاميين وهذا الثمن الذى سندفعه جميعاً فى النهاية، بسبب تدنى صناعة الإعلام وسيطرة رأس المال عليها». وأكد الدكتور صفوت العالم، الأستاذ بجامعة القاهرة، أن سوء أداء بعض المذيعين، يعتبر سبباً واحداً ضمن عدة أسباب تمثل أزمة حقيقية، خاصة أن النظام الانتخابى فى مصر، كان يحتاج إلى شرح أكثر توضيحاً للدوائر والقوائم الانتخابية من جانب المذيعين.
فى حين يرى الدكتور حسين أمين، أستاذ الإعلام بالجامعة الأمريكية، أنه لا يجد أى أزمة فى الشد والجذب بين بعض مقدمى البرامج والمواطنين، من أجل المشاركة بالعملية الانتخابية، مشيراً إلى أن ما يحدث حالياً وضع طبيعى جداً.
وأضاف «أمين» لـ«الوطن»: «المشاركة بالعملية الانتخابية فى أمريكا على سبيل المثال، لا تتعدى 40%، وتتراجع إلى 30% فى عدد كبير من الدول الأوروبية، دون أى أزمة أو مشكلة، لكن ما زاد من حدة الموقف لدينا، أن الانتخابات البرلمانية جاءت بعد ثورتين كبيرتين، شهدتا مشاركة جماهيرية وإيجابية كبيرة من جميع فئات المجتمع المصرى، وفى جميع أنحاء الجمهورية، وهذا نتج عنه إقبال واسع وخطوات إيجابية، أما الآن فالناس وصلت إلى مرحلة (الإجهاد الانتخابى)، وللأسف بعض الإعلاميين لم يستوعبوا هذه التغيُّرات فى المجتمع.