الحكومة «تغرق» فى الإسكندرية
الحكومة «تغرق» فى الإسكندرية
عربات «الكارو» تحولت إلى وسيلة النقل الوحيدة بالإسكندرية بعد غرقها فى مياه الأمطار
توفى 5 أشخاص جرّاء حالة الطقس السيئ التى ضربت الإسكندرية، أمس، بسبب «النوَّة» التى أغرقت المدينة بأكملها لأول مرة فى تاريخها، وارتفع منسوب المياه إلى 3 أمتار فى معظم شوارعها، ما أدى لسقوط شرفات بعض المنازل، وتحطم جدران بعضها الآخر، وتهشم سيارات، وشلل تام بشوارع المحافظة، وعلى الكورنيش، خرجت مياه البحار مع الأمطار الغزيرة، وقطع الثلوج ليتحول الشارع إلى بحر من الجانبين، ما اضطر المواطنين إلى صعود أسوار البحر للعبور، حيث ارتفع منسوب المياه بصورة غير طبيعية، ووصل إلى سور الكورنيش.
الجيش يتدخل.. والمياه تقتحم البيوت.. والمواطنون يعتدون على المحافظ.. و«السيسى» يأمر برعاية المتضررين
وكان مشهد الأنفاق بائساً، حيث غرقت السيارات داخل النفق، واضطر المواطنون إلى ترك سياراتهم وسط النفق والعوم فى المياه للخروج منه، ففى نفق كليوباترا، غرقت أكثر من ثلاث سيارات، وفى نفق المندرة، وصلت المياه إلى أعلاه، وفصلت مناطق المعمورة والمندرة وأبوقير عن مدينة الإسكندرية نهائياً، وتعذر وصول المواطنين إلى وسط البلد. وتسببت مياه الأمطار فى غلق كوبرى المندرة، شرق الإسكندرية، بعدما وصلت إلى نصف الكوبرى، ومنعت المواطنين والسيارات من المرور نهائياً.
وغضب أهالى المندرة، لغرق محالهم التجارية وملابسهم، مطالبين المحافظ بـ«النزول فوراً وحل مشكلة غرق الشوارع قبل تساقط الأمطار مرة أخرى». كما تسببت الرياح الشديدة والأمطار الغزيرة المصحوبة بالثلوج فى سقوط اللوحات الإعلانية وتهشم السيارات على الكورنيش..
وأمر الرئيس عبدالفتاح السيسى المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، باتخاذ كل الإجراءات اللازمة للسيطرة على الأوضاع والمعالجة الفورية لكل الآثار المترتبة على سوء الأحوال الجوية بالتنسيق مع كل مؤسسات الدولة والقوات المسلحة.
وشاركت القوات البحرية ورجال المنطقة الشمالية العسكرية فى صرف مياه الأمطار، بالدفع بعربات مجهزة لصرف المياه واستعادة الحياة طبيعتها مرة أخرى، وتقديم المساعدات اللازمة للأهالى المنكوبين والمتضررين.
وقالت رئاسة الجمهورية إن الرئيس تابع باهتمام بالغ تطورات الموقف الحالى بالإسكندرية، وأكد ضرورة رعاية المواطنين المتضررين وتقديم الإعانات العاجلة لأسر المتوفين. وقال الدكتور أحمد زكى بدر، وزير التنمية المحلية: «لا يمكن أبداً القبول بفكرة المفاجأة بسقوط الأمطار كل عام، وأن تغرق المحافظات فى شبر ميّه بهذا الشكل كما حدث اليوم».
وأعلن كمال الشريف، وكيل وزارة التضامن، صرف 10 آلاف جنيه لأسرة كل متوفى، و5 آلاف للمصاب، بشرط مرور 24 ساعة على وجوده بالمستشفى، مع تشكيل لجنة لتحديد قيمة الخسائر من انهيار المنازل أو تلف السيارات لتعويض ذويها، وقال: «الوفيات حتى الآن 5 فقط، وكل ما يتردد عن ارتفاع الأعداد لأكثر من هذا الرقم حتى الآن غير صحيح، والمتوفون هم: على خالد، 8 سنوات، وأحمد خالد على، 4 سنوات، وإسلام ساهر متولى، 45 سنة، وطه محمد طه، 25 سنة، وحسن محمد، 67 سنة».
واقتحمت مياه الأمطار قاعات المحاضرات فى عدد من كليات جامعة الإسكندرية، ما اضطر عدداً من أعضاء هيئة التدريس لإلغاء المحاضرات. وسخر الطلاب الذين منعتهم المياه من دخول القاعات، وقالوا: «اليوم دخول المحاضرات بالمايوه والمياه وصلت لحد القاعة، إحنا خلاص بنغرق». وطالبوا بإقالة المحافظ ومساعديه من رؤساء الأحياء ومسئولى شركة مياه الشرب والصرف الصحى، كما طالبوا بوضع خطة إحلال وتجديد لشبكة الصرف الصحى لإنقاذ المحافظة، واعتبروا أن ما حدث يمثل إنذاراً للمسئولين مما قد تتعرض له المحافظة خلال النوات المقبلة.
وهاجم العشرات من الأهالى سيارة «المسيرى» أثناء خروجه من استراحته، وحاولوا تكسير السيارة، لكنه فر هارباً بسيارته بعدما شاهد الغضب يسيطر على الأهالى، وأغلق محافظ الإسكندرية زجاج السيارة، وهو يتأسف للمواطنين. وقالت إحدى السيدات «حسبنا الله ونعم الوكيل فيك يا أخى.. حرام عليك بيوتنا غرقت وولادنا غرقوا، والناس الغلابة عايشين وسط المياه، منك لله».
سكندرى مات صعقاً بالكهرباء
أب يحمل جثة ابنه