«لغة» بدو حلايب تربك القضاة.. «الكبار ما يعرفوش عربى»
«لغة» بدو حلايب تربك القضاة.. «الكبار ما يعرفوش عربى»
كبار السن فى حلايب لا يجيدون غير لغة «البجاوية»
بلغة «البجاوية» البدوية الخالصة، تحدث الشيخ العجوز ابن «حلايب» إلى القاضى عمرو خلف رئيس اللجنة الفرعية بقرية أبورماد، بالدائرة الثالثة بالبحر الأحمر الخاصة بمثلث حلايب وشلاتين، ليقف القاضى عاجزاً عن التواصل مع الرجل العجوز، الذى كرر كلماته الغريبة على مسامع رئيس اللجنة مرة وأخرى دون جدوى، فاللغة المحلية لقبائل البشارية الممتدة من صحارى المثلث حتى بورسودان، لا يألفها القضاة ولا يعرفونها، مما سبّب عائقاً كبيراً خلال العملية الانتخابية.
يقول «خلف» لـ«الوطن» إن أكثر المشكلات التى تواجهه هو وزملاءه من القضاة المسئولين عن اللجان فى المنطقة هى لغة «البجاوية»، التى وصفها بـ«الرطانة» أى (اللهجة المحلية غير المفهومة)، مؤكداً أنها تسببت فى فقدان التواصل بينهم وبين المصوّتين.
الوضع لم يختلف كثيراً، فى اللجنة الثانية الخاصة بالسيدات بمدينة «شلاتين»، ولم يجد القاضى أدهم عبدالعزيز سبيلاً للتواصل مع المصوتات إلا الاستعانة بأحد الموظفين المنتمين لقبائل البشارية، الذى جلس إلى جانب القاضى، وظل يهمس له بين الحين والآخر بمقصد بنات عمومته من قبائل البشارية.
يقول «حسين هسا»، ابن قبيلة البشارية إن ما يعتبره القضاة «رطانة» هى لغة «البجاوية» المحلية لأبناء قبائل البجا، وهى لغة «كوشية» قديمة، توارثتها الأجيال وتتقنها قبائل البشارية التى تعيش فى المنطقة، وأضاف أن «البشارية» لم تتقن العربية إلا فى التسعينات من القرن الماضى مع دخول الجيش المصرى لمنطقة حلايب وتولى جنوده تعليم أبناء الشلاتين اللغة العربية، وبالفعل استطاعوا تعليم الكثيرين منهم، غير أن الكثيرين من سكان الجبال والعاملين فى الرعى ظلوا بعيدين عن التعلم وما زالوا يحتفظون باللغة المحلية ولا يعرفون غيرها، خاصة كبار السن.