خوف وقلق وضحك و"دعاء الركوب".. سنة أولى "طيارة"
خوف وقلق وضحك و"دعاء الركوب".. سنة أولى "طيارة"
محمد وحيد
كاميليا شعرت بخوضها أول امتحان ثانوية عامة.. وتلت دعاء الركوب خاطئا من خوفها
"وحيد" شعر بالرهبة وتخيل السقوط.. و"هديل" انتابها الضحك
بعد أيام طويلة من التحضير والاستعداد، أتت ليلة الانطلاق، زادت فيها هرمونات السعادة حتى صرفت العين عن النوم، وتسارع خفقان القلب، وتزاحمت الأفكار والخطط، لم تغفل جفونها وقضت محاولة النوم إلا أن ليلتها أبت، ومع سعادتها تملكتها رهبة كرهبة أول امتحان مهم في حياتها، وقضت الليلة وكأنها على وشك أداء امتحان اللغة العربية في الصف الثاني الثانوي، تفكر في أول مرة ستطأ أقدامها طائرة، لتأخذها وتطير إلى أرض أحلامها "باريس".
انقضت الليلة، وكاميليا عبدالواحد تقف أمام الطائرة، تسمرت للحظات قبل أن يدفعها حماسها إلى الصعود، همهمات تردد فيها "دعاء الركوب"، فالخوف أصبح سيد الموقف، "تنحت، دي أول مرة أركب طيارة"، ازداد قلقها خاصة مع الاستعداد للانطلاق وتعليمات طاقم الطائرة والمضيفات بالاستعداد للإقلاع، "خايفة وقلقانة لدرجة إني اكتشفت إني بقول دعاء الركوب غلط مع إني حافظاه".
حاولت كاميليا أن تصرف خوفها بالتفكير في أنها في الطريق لمدينة الجمال، التي طالما حلمت بزيارتها وأن تكون في إحدى تلك الصور التي دائما ما تتحسر عند رؤيتها، وهي أسفل أحد عجائب الدنيا السبع، "برج إيفل" حيث العشاق في مدينة الحب، إلا أنه وبمجرد إقلاع الطائرة، زاد خوف كاميليا، للدرجة التي جعلتها أن تغير مقعدها وتتجنب النظر من الشباك بجانبها، خاصة بعدما زاد الضغط على أذنيها وباتت لا تسمع شيئًا، ولم يفلح معها مضغ العلكة، ولم تهدأ سوى بعد أن استقرت الطائرة في مسارها وهدأ الضغط، لتأخذها أحلامها على مدار 5 ساعات لما ستفعله بباريس وإسبانيا وإيطاليا.
لا تتذكر الأردنية هديل القدسي، البلد التي سافرت لها بالطائرة أول مرة، إلا أنها تتذكر جيدًا ذلك الشعور الذي تملكها حينها، ولم يجعلها تنتظر الصعود للطائرة، فكانت متحمسة للسفر بصفة عامة، ولركوب الطائرة لأول مرة بصفة خاصة، تتذكر سعادتها حين أقلعت الطائرة، فتروي قائلة: "كنت حاسة قلبي بينزل تحت مع الجاذبية عكس اتجاه الإقلاع"، لتدخل بعدها في نوبة ضحك أثناء مدة الرحلة من سعادتها بهذه التجربة التي تخوضها لأول مرة، لم تخف على الإطلاق بل أحبت السفر من حينها وباتت تنطلق للعديد من البلدان لتشبع رغبتها وحبها للسفر.
"كنت مبسوط مخفتش".. يعود بيتر صمويل الذي اعتاد السفر كثيرا بذاكرته إلى عام 2004، حيث أول مرة استقل فيها طائرة إلى الأردن، تغلب عنده شعور السعادة على الخوف والرهبة، إلا أن أحدًا لم ينبهه بالضغط الذي قد يتعرض له داخل الطائرة، ليكتشف الأمر بنفسه وهو على متنها، لينصحه الركاب بالعلكة لتخفيف الضغط، بينما شعر "محمد وحيد" بالرهبة عند سفره لأول مرة إلى السعودية، فيقول "أنا بطبعي قلبي جامد فمكنتش خايف، بس لما شوفت الطيارة قدامي حسيت إني اتخطفت شوية"، لتزاوله بعدها بعد الأفكار حول سقوط الطائرة أو حدوث حريق وغيرها، إلا أنه في النهاية هدأ بمجرد الإقلاع.
لم تستطع نهى ناصر، المتزوجة حديثًا النوم في ليلة سفرها، فبعد شهر من زفافها، عاد زوجها لعمله ومقر إقامته في أبوظبي، قضت أسبوعًا واحدًا تحضر أمتعتها، لتنطلق هي الأخرى وتكون المرة الأولى التي تركب فيها طائرة، "كنت خايفة عشان كانت أول مرة أركب فيها طيارة، بس كنت مبسوطة إني مسافرة لجوزي"، الجواز التأشيرة تذكرة الطيران. كلها أمور ساورها القلق حيالها، لتتأكد من إتمام كل الأمور في رحلتها الأولى في عالم الطيران.