كريمة عبود
خاضت في عالم كان مخصصًا للرجال فقط، حتى شقت لنفسها طريقًا في عالم التصوير، لتصبح أول مصورة فوتوغرافية بدولة فلسطين، حيث بدأت التصوير في عامها السابع عشر واستطاعت أن تفتتح أول استديو للنساء فقط، في زمن لم يسمح فيه ظهور صورًا للنساء حتى في جوازات سفرهن، ورصدت الأوضاع لحياة الفلسطنيين قبل النكبة، وذلك في النصف الأول من القرن العشرين.
ولدت كريمة عبود في مدينة الناصرة الفلسطينية عام 1893، وتنحدر من عائلة مسيحية تعود أصولها إلى الدولة اللبنانية، وأكملت تعليمها الجامعي في الجامعة الأمريكية ببيروت، و كان لعبود دور كبير في تلك المهنة، التي كانت دخيلة على المجتمع العربي الشرقي، خاصة أن الكثير من العائلات المحافظة لم تكن تقبل بأن تظهر على عدسات هذا الاختراع الغريب، باستثناء بعض العائلات العريقة، التي كانت تتبناها بالتصوير الجماعي، وهو ما تثبته الصور القديمة لبعض عائلات "القدس، ويافا، وحيفا، وحتى غزة" في أيام الانتداب البريطانى.
وافتتحت مشغلا لتلوين الصور، بعد إن شعرت بأنها تبدو باهتة وهي لونيها الأبيض المختلط بالأسود، حتى تمكنت عبود من إدخال الألوان على صورها التي أُرج على بعضًا منها في عام 2006، حيث تم الإعلان عن تواجد بعض المقتنيات الخاصة بها في جامع قديم، وهو إسرائيلي من مدينة القدس.
واهتمت عبود في تصوير بإظهار جمال الدولة الفلسطينية والمناظر الطبيعية والجبال، والحياة البسيطة التي عاصرها الشعب الفلسطيني، حيث وثقت تلك الأيام، ورحلت عن العالم في عام 1955 في مدينة الناصرة، تكريمًا لها أطلقت كلية دار الكلمة الجامعية مسابقة جائزة المصورة كريمة عبود للتصوير الفوتوغرافى.
تعليقات الفيسبوك