لماذا نشعر بالرغبة في التثاؤب عندما يفعل أحد هذا الأمر؟
التثاؤب يحدث في جزء من الدماغ مسؤول عن الوظائف الحركية، يسمى القشرة الحركية الأولية، وتلعب هذه القشرة دورا في حالات مماثلة، مثل متلازمة توريت، وهي خلل عصبي يظهر في شكل حركات عصبية لا إرادية، وهو توصل إليه فريق علمي في جامعة نوتنغهام البريطانية ونشرته بي بي سي.
ويقول العلماء إن فهم التثاؤب المعدي يمكن أن يساعد كذلك في فهم تلك الاضطرابات، حيث يعتبر شكلا شائعا من حالات الإيكوفينومينا، وهي التقليد الآلي لكلمات وحركات شخص آخر، وتظهر في متلازمة توريت إضافة إلى حالات أخرى، من بينها الصرع والتوحد.
ولاختبار ماذا يحدث في الدماغ أثناء الظاهرة، أجرى العلماء تجاربهم على 36 متطوعا وهو يشاهدون آخرين يتثاءبون، وفي الدراسة التي نشرتها دورية "كارنت بيولوجي" العلمية، طُلب من بعض المتطوعين التثاؤب بينما طلب من آخرين كبت رغبتهم عند الشعور به، وكانت الرغبة في التثاؤب ضعيفة نظرا لطريقة عمل القشرة الحركية الأولية في دماغ كل شخص، وهو ما يُطلق عليه "الاستثارة"، وباستخدام تحفيز مغناطيسي خارجي عبر الجمجمة، كان من الممكن زيادة درجة "الاستثارة" في القشرة الحركية، وبالتالي ميل المتطوعين إلى التثاؤب المعدي.
وقال الدكتور أندرو غالوب، أستاذ علم النفس في جامعة بوليتكنيك بمدينة نيويورك الأمريكية، الذي أعد بحوثا بشأن العلاقة بين التعاطف والتثاؤب، إن استخدام التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة يمثل"نهجا جديدا" في دراسة عدوى التثاؤب.
وأضاف: "لا زلنا نعرف القليل نسبيا عن الأسباب التي تدفعنا للتثاؤب، دراسات عديدة أشارت إلى وجود رابط بين التثاؤب المعدي والتعاطف، لكن البحث الذي يدعم هذه العلاقة غير محدد وغير مترابط."
وتابع: "النتائج الحالية تقدم مزيدا من الأدلة على أن التثاؤب المعدي قد لا تكون له صلة بعملية التعاطف."
تعليقات الفيسبوك