وفاة والدتها كان لها أثر كبير على حياتها، غلبها الحزن ولم تجد أحن عليها من الألوان، تمسك «جنى»، الطالبة بالصف الرابع الابتدائى، الأقلام بالساعات وترسم، وأول ما أنتجته كان بورتريهاً لوالدتها، حضنت الرسمة وهرولت لتريها إلى جدّها سعيد محمد طنطاوى، بائع الخضراوات بمنطقة غطاطى بالجيزة، لتحصل على قبلة وحضن دافئ وتشجيع بالاستمرار فى الرسم.
رسمت «جنى» عدة رسومات، لكن ظل بورتريه والدتها الراحلة هو الأقرب إلى قلبها ورفيقها فى كل مكان تذهب إليه: «عايزة ورق كارتون، وقصاقيص قماش وألوان علشان عايزة أرسم حاجة شفتها فى التليفزيون»، كلمات وجّهتها إلى جدها الذى يقوم على تربيتها ورعايتها هى وشقيقتها بعد وفاة والدتهما، محاولاً تلبية كل طلباتهما.
كل أعمال «جنى» الفنية علقها جدها خلف فرشة الخضار على الرصيف، لتشجيعها على الاهتمام بموهبتها وتنميتها: «كل ما ترسم رسمة تجرى عليا وتقول لى شوف يا جدو عملت إيه، وأنا باخدها منها وباعلقها على السور علشان أشجّعها».
رسمت طالبة الابتدائى، لوحة مبهجة لنساء يرقصن فى فرح، وأخرى لرجال يلعبون على المزمار، وثالثة لنساء يرتدين الجلباب البلدى ويجلسن إلى جوار بعضهن فى مجلس سمر، وهى الرسومات التى حازت على إعجاب زبائن الجد، فيسألون دائماً: «مين اللى رسم ده».
تعليقات الفيسبوك