نفسك تطلع إيه لما تكبر؟.. سؤال تقليدى اعتدنا توجيهه للأطفال، سواء الذين نعرفهم أو الذين نقابلهم لأول مرة، وعادة ما تكون الإجابة «ضابط» أو «طبيب»، فأحلام الأطفال خلال عقود طويلة ماضية لم تخرج عن ذلك إلا قليلاً، أما الآن ومع تغير المجتمع واختلاف ثقافته التى أصبحت أكثر ارتباطاً بسوق العمل، تغير الحلم.. تراجعت أمنيتا «الضابط والطبيب» ليحل محلهما أمنية أن يكون الطفل «لاعب كرة قدم»، ليس حلمه فقط بل حلم آبائه أيضاً.
نفسك تطلع إيه لما تكبر؟.. بعفوية سألت عائشة الشاذلى، ابنها (12 عاماً)، ففوجئت بالرد: «نفسى ألعب فى منتخب مصر»، لم يكتف الطفل «الحبيب محمد فوزى» الشهير بـ«بيبو»، بترديد هذه الجملة أمام أمه بل كتبها فى موضوع تعبير طُلب منه خلال حصة اللغة العربية، «بيبو» يحلم بأن يكون لاعب كرة قدم ولتحقيق هذا الحلم ساعدته أسرته على التدريب فى نادى أسوان الرياضى، ربما يتحقق الحلم ويصبح حقيقة.
«فى لعّيبة كتير ناجحة ونفسى ابنى يكون زيهم»، بحسب «عائشة» والدة «بيبو» التى تشجعه على ممارسة كرة القدم فى سن صغيرة: «ابنى بيحب الكورة جداً ونفسه يلعب فى الأهلى ليه ما أشجعوش إنه يحقق حلمه خصوصاً إن المدرب بيشكر فى أدائه والكورة مستقبلها حلو»، على الرغم من التفوق الدراسى لـ«بيبو» فإن مهاراته الرياضية الطاغية دفعت والدته إلى عدم الاعتراض على ذهابه للتدريب مرتين أسبوعياً: «حتى لو مابقاش مشهور أنا شايفة إن ممارسة الرياضة حاجة مفيدة جداً».
«الباك الشمال» هو المركز الذى اختاره «بيبو» للعب داخل صفوف فريقه بالنادى: «ابنى مميز جداً فى التسديد بالشمال ودايما الكابتن بتاعه بيشيد بلعبه». سرعة «محمد صلاح» ومهارة «أبوتريكة» أكثر ما يجذب «بيبو» للعبة: «أنا فرحانة إنهم يكونوا المثل الأعلى لابنى لأنهم بخلاف موهبتهم تصرفاتهم أخلاقية جداً».
عشق «محمد» الطالب فى الصف الأول الإعدادى، للأسطورة «رونالدو» وحفظه لأسماء اللاعبين أكثر من دروسه لفت نظر والدته «علا عجلان» بشكل كبير، يعشق «محمد» فريق ريال مدريد الإسبانى ويتمنى لو جمعته صدفة بلاعبيه: «ابنى نفسى يكون زى رونالدو أنا طبعاً خايفة على مستقبله ودراسته لكن قررت أشجعه».
وبحسب «علا» فإن ابنها يهتم بكرة القدم أكثر من اهتمامه بدروسه: «كنت بوديه فى فترة الإجازة كلها يتدرب فى استاد طنطا، وبحاول أخليه يركز مع المدرب بشكل كبير»، ترى «علا» أن ابنها عن طريق تلك اللعبة سيحقق قدراً من الوصول لحلمه واللعب داخل صفوف النادى الأهلى.
ولتحفيز الكثير من الأسر على تشجيع مهارات أبنائهم، يرى إمام محمدين، رئيس قطاع الناشئين بنادى إنبى، أن الطفل إذا بدأ التمرين من سن 6 سنوات فإنه يستطيع أن يكون لاعباً للدورى فى سن 17 سنة بشرط امتلاكه للمهارة: «الاهتمام بالكرة فى مصر من زمان لكن زاد جداً من قبل الأهالى فى الفترة الأخيرة لانهم بيشوفوا فيها مستقبل لأولادهم»، وبحسب «إمام» فإن الطفل يستطيع اكتساب كافة مهارات كرة القدم ما عدا السرعة: «كرة القدم فيها جانب كبير تعليمى لكن اللاعب السريع دى مهارة لا يمكن اكتسابها».
تعليقات الفيسبوك