شيخ الأزهر ذكر ضمن كلمته قصة أحد قادة الفتح الإسلامي "ربعي بن عامر"
شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، صباح اليوم، الاحتفال الذي أقامته وزارة الأوقاف بذكرى المولد النبوي الشريف.
وخلال الحفل، ألقى شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب كلمة تحدث فيها عن مولد الرسول الكريم، والنور الذي عم الدنيا برسالته الخاتمة التي جاءت لتحرر العقل والفكر والوجدان، وذكر ضمن كلمته قصة أحد قادة الفتح الإسلامي "ربعي بن عامر" مع قائد الفرس "رستم" عندما ذهب إليه للتفاوض قبل بدء الحرب في معركة القادسية.
و"ربعي بن عامر" كما ذكر الإمامين الطبري وابن كثير في كتابيهما "تاريخ الطبري" و"البداية والنهاية" هو "صحابي أدرك النبي (صلى الله عليه وسلم)، واسمه بالكامل ربعي بن عامر بن خالد بن عمرو الأسيدي العمروي التميمي، وكانت أمه من أشراف العرب، وقال فيه النجاشي ملك الحبشة أبياتا من الشعر وهي..
(ألا رب من يدعى فتى ليس بالفتى .. ألا إن رعي ابن كأس هو الفتى
طويل قعود القوم في قعر بيته.. إذ شبعوا من ثفل جفتته سقى).
وشهد "ربعي" فتح دمشق، وله ذكر أيضا في غزوة نهاوند، وولاه الأحنف لما فتح خراسان على طخارستان، ثم خرج إلى القادسية مع هاشم بن عتبة، كما شهد فتوح خراسان.
أما عن قصته مع "رستم" قائد الفرس قبل الحرب في معركة القادسية فيروها الإمام ابن كثير في كتابه "البداية والنهاية"، حيث كتب ابن كثير أن القائد الإسلامي سعد ابن أبي وقاص بعث "ربعي بن عامر التميمي" إلى قائد الفرس بعد طلبه، "فدخل عليه وقد زينوا مجلسه بالنمارق المذهبة، والزرابي الحرير، وأظهر اليواقيت، واللآلئ الثمينة والزينة العظيمة، وعليه تاجه وغير ذلك من الأمتعة الثمينة، وقد جلس على سرير من ذهب، ودخل ربعي بثياب صفيقة وسيف وترس وفرس قصيرة، ولم يزل راكبها حتى داس بها على طرف البساط، ثم نزل وربطها ببعض تلك الوسائد، وأقبل وعليه سلاحه ودرعه وبيضته على رأسه.
فقالوا له: ضع سلاحك.
فقال: إني لم آتكم، وإنما جئتكم حين دعوتموني فإن تركتموني هكذا وإلا رجعت.
فقال رستم: ائذنوا له فأقبل يتوكأ على رمحه فوق النمارق فحرق عامتها.
فقالوا له: ما جاء بكم؟
فقال: الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، فأرسلنا بدينه إلى خلقه لتدعوهم إليه، فمن قبل ذلك قبلنا منه ورجعنا عنه، ومن أبى قاتلناه أبدا حتى نفضي إلى موعود الله.
قالوا: وما موعود الله؟
قال: الجنة لمن مات على قتال من أبى، والظفر لمن بقي.
فقال رستم: قد سمعت مقالتكم، فهل لكم أن تؤخروا هذا الأمر حتى ننظر فيه وتنظروا؟
قال: نعم! كم أحب إليكم؟ يوما أو يومين؟
قال: لا بل حتى نكاتب أهل رأينا رؤساء قومنا.
فقال: ما سن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نؤخر الأعداء عند اللقاء أكثر من ثلاث، فانظر في أمرك وأمرهم، واختر واحدة من ثلاث بعد الأجل.
فقال: أسيدهم أنت؟
قال: لا، ولكن المسلمون كالجسد الواحد يجير أدناهم على أعلاهم.
فاجتمع رستم برؤساء قومه فقال: هل رأيتم قط أعز وأرجح من كلام هذا الرجل؟
فقالوا: معاذ الله أن تميل إلى شيء من هذا، تدع دينك إلى هذا الكلب أما ترى إلى ثيابه؟
فقال: ويلكم لا تنظرون إلى الثياب، وانظروا إلى الرأي، والكلام والسيرة، إن العرب يستخفون بالثياب والمأكل، ويصونون الأحساب".
تعليقات الفيسبوك