يعرف عن الثعابين أنها تعيش في المناخ الأكثر دفئا، فهي من المخلوقات ذات الدم البارد، التي يطلق عليها "ectothermic"، ما يعني أنها لا يمكن أن تنظم درجة حرارة أجسامها، وبالتالي تحتاج إلى مصدر خارجي للحرارة من أجل البقاء، وتدخل في سبات خلال فصل الشتاء، أو ما يعرف بـ"البيات الشتوي".
يعيش أكثر من 3000 نوع من الثعابين بجميع أنحاء العالم في كل بيئات، الصحاري، والمستنقعات والغابات، إلا أنه توجد أماكن لا تعرف وجود للثعابين، أشهرها أيسلندا، فالسجل الأحفوري لإيرلندا خال تمامًا من آثار الثعابين أو بقاياهم، ما يعني أنه منذ آلاف السنين لم يكن هناك ثعابين في إيرلندا أو بريطانيا، على الرغم من أنه وفي نهاية المطاف ظهرت ثلاثة أنواع من الثعابين في بريطانيا وهي: ثعبان العشب، أفعى آدر والأفعى السلسة.
ذكر موقع "irishcentral" الإخباري الإيرلندي، أنه جاء في بحث أجرته قناة "ناشيونال جيوجرافيك" في عام 2014م، أنه خلال العصر الجليدي، كانت إيرلندا وإنجلترا باردة تماما، ما جعل حياة الزواحف ذوات الدم البارد أمثال الثعابين فيهما غير ملائمة، لكن بعد تحول الأنهار الجليدية بين إنجلترا وإيرلندا، وبين إنجلترا وأوروبا، سمح ذلك بهجرة بعض الحيوانات التي دخلت إلى إيرلندا منها الدببة البنية والخنازير البرية.
فيما قال مارك رايان، مدير مركز السموم في مركز لويزيانا لعلوم الصحة بجامعة لويزيانا، لمجلة "ناشونال جيوجرافيك"، إنه لا توجد ثعابين في إيرلندا لسبب بسيط، وهو أنهم لم يستطيعوا الوصول إلى هناك بسبب المناخ الذي لا يناسب حياتهم.
بعيدًا عن الحقائق العلمية، تتردد أسطورة أن "القديس باتريك"، طرد كل الثعابين من الجزيرة، وطاردها في البحر من على قمة جرف صخري عندما دخلت المسيحية إلى إيرلندا، فأصبحت بعد ذلك رمزًا للوثنية، وفي عام 1890 أصدر الكاتب الإيرلندي "برام ستوكر"، رواية "ممر الثعابين"، وهي تركز على أسطورة القديس باتريك الذي هزم ملك الثعابين في أيرلندا، وكانت هذه الرواية هي مقدمة لقصة ستوكر "دراكولا" ولكنها كانت روايته الوحيدة التي كتبها في مسقط رأسه أيرلندا.
تعليقات الفيسبوك