من منطلق المثل الشعبي "الشاطر اللي يضحك في الآخر"؛ استطاع الأشرف أبو النصر طومان باي، أحد سلاطين مصر، أن ينتصر على سليم الأول، السلطان العثماني الذي أمر بشنقه على باب زويلة.
بداية الانتصار جاءت عقب قرار المهندس عاطف عبدالحميد، محافظ القاهرة، بإزالة اسم الأخير من أحد أكبر شوارع حي الزيتون، والإبقاء على "طومان باي" الشارع الواقع بالحي نفسه، واتهام "سليم" بأنه المستعمر الذي سفك دماء المصريين.
لم يكن يعلم السلطان "طومان باي" بأن الحرب بينه وبين السلطان العثماني لم تنته بعد، وأن المصريين سينتصرون له في نهاية المطاف، بعد أن سلمه "حسين بن مرعي" أحد المشايخ الذي اختبأ عنده إلى "سليم" الذي قتله في عام 1517، ليصدق المصريون أن السلطان العثماني قضي على مركز مقاومتهم بتعليق جسده ثلاثة أيام على باب زويلة، ليسدل بذلك الستار على الحكم المملوكي ويبدأ العثماني الذي استمر لأكثر من 300 سنة.
أما عن مكانة طومان باي لدي المصريين، فقد أحبه المصريين في حياته واعتبروه رمزًا للمقاومة، ويوم وفاته وقفت النساء يصرخنّ والرجال على جنبات الطريق يصافحونه، وظلوا يقرأون الفاتحة على روحه كلما يمرون تحت باب زويلة ترحمًا عليه، وفقًا لكتاب "آخرة المماليك" لابن زنبل الرمال.
كما ذكر "بن زنبل" في كتابه، أن السلطان "سليم"، بعد تعليق "طومان باي" ثلاثة أيام على باب زويله أنهى تلك الحادثة بشكل درامي عندما أرسل كفن السلطان المملوكي بنفسه من الدولة العثمانية وكان عبارة عن ثياب أرسلها له قاتله السلطان "سليم الأول" بنفسه.
الصراعات التي اشتعلت بين كل من السلطان المملوكي والعثماني، سجلها طومان باي بنفسه بعد هزيمته الأخيرة في موقعة الجيزة من خلال قصيدة طويلة أنشدها أمام الأهرامات لأحد أمراء جيشه وعلقها على الهرم، وفقا لرواية ابن زنبل الرمال.
تعليقات الفيسبوك