الموت فاجعة بلا شك ومصيبة ولكن عندما يكون بسب فإنه يكون مصيبة كبرى لا سيما إذا كان عن طريق الغرق أو الحرق أو غير ذلك.
ويعد الموت غرقا أصعب حالات الموت لما يصاحبه من البحث عن الجثة وانتشالها من الماء وربما يطول الأمر لعدة أيام، مما يدفع أسرة الضحايا إلى البحث عمن يستطيع البحث عن الجثث وانتشالها من الماء.
وفى جورجيا كانت مهنة "صائد الأراح" هناك معروفة ومشهورة ووتتمتع بوضع قانوني إلى وقت غير بعيد، فعندما كان يغرق شخص في أحد البحيرات أو الأنهار، تأتي أسرته إلى اثنين من صائدي الأرواح لينتشلوا جثمانه من المياه.
وكانت هذه المهنة في جورجيا تحظى بطقوس غريبة، حيث كن يؤمن من يعمل بهذه المهنة أن روح الشخص الميت تبقى في الماء تحوم يجوار المكان الذي غرق فيه الشخص، لذا كانوا يقوموا بتجهيز كيس من جلد الحيوانات ويعلقوا في عنقة خيوطا بلون الفضة، ويقوم أحدهم بجر الكيس نحو الماء بينما يقوم الآخر بالعزف على آله موسيقية وترية ويغني أغنية يدعو فيها الروح للسباحة ودخول الكيس فإذا ما امتلأ الكيس وانتفخ تماما كانت الروح قد اصطيدت.
عقب الانتهاء من دخول الروح في الكيس المعد لها، يقوم صياد الأرواح بتسليمه إلى الأسرة المفجوعة التي تطلق الروح إلى داخل الضريح مع الجثمان، حسبما ذكر كتاب "غرائب وأسرار من كل الديار".
لم يتوقف هذا الأمر عند هذا الحد بل كانت تشبوه الخلافات في بعض الأحيان بين الأهالي وصائدي الأرواح وبخاصة حينما لا يحصلوا على الجثة كاملة، لذا كانت الدعاوى تقدم إلى المحاكم يطلب فيها صائدوا الأرواح أجورهم حيث كانت بعض الأسر تتهرب من دفع ما عليه بحجة أن جزء من الروح قد استعيد بعد أن فقدت الزراعان أو السيقان أو أجزاء أخرى.
تعليقات الفيسبوك