في حدث يعد الأول من نوعه على الإطلاق، استطاع علماء من جامعة "كاليفورنيا (Davis)" إنماء أدمغة بشرية مصغرة مزودة بأوعية دموية داخل المختبر، وكان ذلك باستخدام الخلايا الجذعية.
وأجرى العلماء اختبار على العضو المبسط بعد إتمام عملية الإنماء حيث زرع في دماغ فأر تجارب لمدة أسبوعين.
وقال العلماء إن الخلايا البطانية نمت خلال فترة تواجدها في المختبر ثم في جسم الكائن الحي، وفقًا لـ"روسيا اليوم".
ولا تعد الأدمغة المصغرة المطورة نسخا مصغرة من الدماغ النشط، ولكنها تعمل بمثابة نماذج مجهرية من الدماغ، ويصل طولها إلى بضعة ميلليمترات كما تتسم ببنية ثلاثية الأبعاد، فضلًا عن انها تحتوي على مجموعة متنوعة من خلايا الدماغ التي يمكنها نقل الرسائل الكيميائية.
ووفقًا للعلماء، ان الإدمغة المصغرة نمت إلى أقصى حد لها بعد بضعة أشهر وبالرغم من أن العضو المطور يمكن أن يبقى في المختبر لأكثر من عام، إلا أن الخلايا الموجودة في مركز الدماغ تموت بسبب عدم حصولها على ما يكفي من الأوكسيجين أو المغذيات وهذا دور الأوعية الدموية التي لا تساعد فقط على تزويد الأدمغة المصغرة بالأوكسيجين والمغذيات الحيوية، ولكنها قد تساهم في استمرار النمو أيضا.
كما درس العلماء إذا كانت الخلايا الوعائية قادرة على الوصول إلى الأعماق، لتغذية الطبقات الداخلية، وكذلك قدرتها على القيام بذلك دون تعطيل نمو العضو.
وعلى الرغم من أن الأدمغة المطورة صغيرة للغاية، إلا أنها ما تزال تمثل إنجازا كبيرا بالنسبة للعلماء، وذلك بسبب الفرصة التي تتيجها لملاحظة كيفية تفاعل أنواع مختلفة من خلايا الدماغ مع بعضها البعض، ما قد يساعد في دراسة الاضطرابات الدماغية.
والجدير بالذكر أن هذه تعد أول دراسة تصف الأوعية والشعيرات الدموية المزروعة في الأدمغة المصغرة من الخلايا البطانية للمريض، على الرغم من أن العلماء لم يتمكنوا من تحديد ما إذا كان الدم الذي تنقله هذه الشبكة، هو دم الإنسان أو الفأر.
كما أوضحوا أن هنالك ضرورة ملحة لإجراء المزيد من الأبحاث لتحديد مدى فعالية الأوعية الدموية المطورة، في تغذية وإنماء العضو.
تعليقات الفيسبوك