تحتضن العاصمة الفنلندية هلسنكي، أقدم مقبرة للمسلمين في إسكندنافيا، أنشأت قبل 148 عامًا، ودُفن بها المسلمون التتار الأتراك.
وقال عضو لجنة أوروبا في مجلس الأعمال التركي العالمي، يعقوب يلماز، في حوار مع "الأناضول"، إن المقبرة أنشئت عام 1870، ودُفن فيها فقط المسلمون من التتار الأتراك.
وحكى يلماز تاريخ إنشاء المقبرة قائلًا: "في نهايات القرن الـ 19، بدأ عدد من مسلمي التتار في السفر من منطقة (نيجني نوفغورود) جنوبي قازان عاصمة تتارستان (تقع حاليًا ضمن روسيا الاتحادية)، واتجهوا إلى فنلندا لممارسة التجارة.
وأضاف: "بجانب هؤلاء التجار، انتشر في أنحاء فنلندا في ذلك التاريخ، جنود مسلمون يخدمون في الجيش الروسي، وموظفون مسلمين أرسلتهم روسيا. ونتيجة لوفاة بعض هؤلاء تم إنشاء أول مقبرة للمسلمين في منطقة إسكندنافيا عام 1870".
وأشار يلماز إلى أن المقبرة تجذب اهتمام السياح أيضًا، مضيفا: "جميع المقابر عليها رسم الهلال والنجمة، وبعض الشواهد يعلوها رخام على شكل عمائم".
واعتبر يلماز أن من أهم مميزات المقبرة وقوعها إلى جانب مقبرة لليهود وأخرى للمسيحيين.
ولفت إلى أن هناك حاليًا حوالي 100 ألف مسلم في فنلندا، بينهم حوالي ألف من التتار الأتراك، وتم الاعتراف بالإسلام دينا رسميًا بعد إصدار قانون الحرية الدينية عام 1922.
أما عن أول مسجد في إسكندنافيا، فيقول يلماز إنه أُنشئ في جزيرة سومينلينا الفنلندية، وكان عبارة عن غرفة في مبنى خصصت للمسلمين لأداء الصلاة، وكان المسلمون يصلون فيها الجمعة أيام الجمع، ويؤدي فيها اليهود صلاتهم أيام السبت.
جدير بالذكر، أن تتار الفولغا، جماعة عرقية تركية، وهم السكان الأصليون لمنطقة الفولغا الممتدة بين شرق أوروبا وشمال آسيا؛ يشكلون غالبية السكان في جمهوريتي تتارستان وباشكورتيستان ضمن روسيا الاتحادية.
وأعلن تتار الفولغا اعتناقهم الدين الإسلامي عام 922 ميلادية، ويحتفلون بهذه المناسبة كل عام في تقليد سنوي.
تعليقات الفيسبوك