كثيرة هى المواقف الكوميدية، التى يتبادلها الممثلون بين بعضهم البعض أثناء تواجدهم على خشبة المسرح أو فى مواقع التصوير، فتكون أكثر مدعاه للضحك فحينها لا يقتصر الضحك على دائرة الفنانين فقط بل تمتد إلى الجمهور الذي يشاهدهم على شاشات التليفزيون إو فى المسرح ودور العرض.
ومن بين هذه الواقف ما حدث مع الفنان جورج أبيض شيخ الممثلين الذى كان لا يجيد حفظ أدواره، ولذلك يعتمد إلى حد كبير على الملقن، وذات مرة كان يؤدى دورًا يهاجم فيه "علي" غريمه فى الرواية وفى يده خنجر ليقتله به، بعد أن يعدد له الأسباب التي دفعته لذلك، فلما تقدم ليشهر السيف فى وجه غريمه لم يسعفه الملقن بالجمة التى يقولها، فأخذ جورج يكرر الجملة التى يخاطب بها غريمه لينبه الملقن قائلاً :"إلى الجحيم.. إلى الجحيم.. فإذا سألك الزبانية فيما جئت وماذا جنيت فقل لهم" ولكن الملقن لم يفطن إلى هذا التنبيه، فما كان من جورج أبيض إلا أن صاح وهو يطعن غريمه قائلاً: "قل لهم إن الملقن سكران"، وفقًا لمجلة الكواكب فى عددها الصادر في أبريل عام 1949.
وفى موقف آخر كانت زينب صدقى وأنور وجدى يعملان فى الفرقة القومية، وحدث بينهما سوء تفاهم أدى إلى العداوة والبغضاء، وشاءت الأقدار أن يظهرا معًا على المسرح فى موقف غرامى يفيض بالحب والحنان وفرحة اللقاء، فانتهز أنور هذه الفرصة ليشفى غليله منها وبدلاً من أن يحتضنها برفق ضغط عليها حتى كاد يكسر ضلوعها، ولكن زينب كتمت ألمها وغضبها حتى كانت الليلة التالية فتظاهرت بالاندماج فى التمثيل وأسرعت واندفعت لتلقى بنفسها بين زراعيه المفتوحتين فما كاد يضمها حتى ابتعد صارخًا من شدة الألم، فقد استطاعت أن ترد تحيته بوخزة أليمه فى جنبه بدبوس حاد، ومن الطريف في الموقف أن أنور وجدي لم يستطيع أن يتكلم أو يبدي أي مشاعر، لأن الموقف كان يستدعى أن يظهر وهو فى منتهى الانبساط.
وفي واقعة ثالثة كان المونولوجست المعروف عبد الحكيم زكى يقوم بدور مضحك فى أحد الروايات يبدوا فيه وهو يلتهم الطعام، فكانت إدارة الفرقة تعد لهذا الدور الساندوتشات الباهظة، وكانت تضطر إلى زيادة عددها حفلة بعد أخرى لكى تكفى الممثل لتأدية الدور كما هو مطلوب منه، فحاول علي الكسار عبثًا منه هو وأفراد الفرقة أن يضعوا حدًا لشراهته، فوضعوا له فى السندوتشات كمية من الشطة فحرم أن يذوق لقمة على المسرح.
تعليقات الفيسبوك