كان طالبا في المرحلة الإعدادية حين علم بإعدام أبيه، فيوم الأربعاء الموافق 16 سبتمبر 1931 لم يكن يوما عاديا في حياة محمد عمر المختار الطالب بمدرسة الشاطبي الإعدادية آنذاك، الذي توفي أمس في منزله بمنطقة الحدائق في مدينة بنغازي (شرق) عن عمر ناهز 97 عاما.
الحاج محمد، الذي توفي بعد صراعه مع أمراض الشيخوخة بسبب كبر سنِّه، حيث تلقى علاجا داخل البلاد وخارجها أكثر من مرة، كان آخرها رحلة علاج في الإمارات استغرقت 3 أشهر، حسب مصادر قبيلة لـ"الأناضول" هو الابن الوحيد للشيخ عمر المختار وآخر نسله.
ونعى البرلمان الليبي محمد عمر المختار في بيان رسمي: "ببالغ الأسى والحزن ينعى مجلس النواب الليبي رئاسة وأعضاء الشيخ الجليل محمد عمر المختار نجل شيخ الشهداء عمر المختار، رمز الكفاح والنضال ضد المستعمر الأجنبي في ليبيا والعالم العربي والإسلامي وشعوب العالم كافة".
وعمر المختار (1858-1931)، الملقب بـ"بشيخ الشهداء، وشيخ المجاهدين، وأسد الصحراء" قاوم الاحتلال الإيطالي في ليبيا 20 عاما، قبل أن تعدمه قوات الاحتلال.
ووُلد محمد عمر المختار عام 1921، في منطقة العويلية قرب المرج شرق ليبيا، وعاش مع والدته ونيسة الجيلاني وبعض أقاربه، وغادر محمد ليبيا مع والدته إلى مصر عام 1927، بطلب من أبيه؛ ليتفرغ لقتال الاحتلال الإيطالي حيث قضى 18 عاماً بمدينة الحمام (غرب)، وتنقَّل بين مدن سيدي براني ومطروح والإسكندرية وغيرها، وتلقى تعليمه في مدرسة الشاطبي بالإسكندرية، التي علم فيها بإعدام أبيه.
تزوج مختار الابن مرتين، الأولى من ابنة عمه، عزة الفيومي عام 1942، ولم يرزق منها بذرية، ثم توفيت وبعدها، تزوج عام 1964، من فاطمة الغرياني، ورزق منها بأولاد، لكنهم ماتوا صغارا، ليبقى الوحيد الذي يحمل نسل عمر المختار، بعد وفاة أخيه وجميع أقاربه.
في 2009 زار قام نجل المجاهد الليبي إيطاليا في زيارة تاريخية كانت الأولى له إلى روما برفقة وفد ضم أكثر من 200 شخص، وجاءت الزيارة بعد توقيع اتفاق بين البلدين في أغسطس 2008؛ لتصفية حسابات 30 عاماً من الاستعمار الإيطالي لليبيا 1911ـ 1942.
وفي أحد اللقاءات الصحفية، أشار نجل المجاهد الليبي إلى التقدير الذي حظى به في إيطاليا؛ إذ أشار إلى أن سلڤيو برلسكوني، رئيس وزراء إيطاليا الأسبق، قد انحنى خلال لقائه؛ ليقبّل يده معتذرا عن المرحلة الاستعمارية وما سببته إيطاليا من مآسٍ للشعب الليبي.
تعليقات الفيسبوك