عاش جزءاً من طفولته وهو ينظر إلى نفسه بعين النقص، يرفض أى تغيير يطرأ على عالمه الصغير، ويتحجّج لعدم اللعب مع غيره من الأطفال أو الظهور أمام الآخرين دون ذراعين.
بمرور الوقت تقبل عمر أحمد، صاحب الـ8 سنوات، فكرة كونه من ذوى الاحتياجات الخاصة، وسرعان ما تبدّلت حياته، وأصبحت مليئة بالحيوية والإرادة والرغبة فى إثبات الذات، من خلال ممارسته رياضات مختلفة «السباحة، الوثب العالى، ألعاب القوى والركض»، ويستعد حالياً لخوض بطولة الجمهورية وكأس مصر، وفقاً للمواعيد التى تحدّدها اللجنة البارالمبية المصرية.
«أنا بطل، محدش بيعمل اللى أنا باعمله، وهادخل بطولة قريب، والمدربين قالوا لى إن مستوايا يسمح»، يقولها «عمر»، ابن دمياط بتفاؤل شديد، حيث تمكن من اجتياز مسافات 200 و400 و600 متر جرى، وبات يتقن رياضة الوثب العالى، فإصراره على النجاح، وشعوره بأنه لا ينقصه شىء يساعده على تحقيق أهدافه.
«عمر الأول كان رافض يعمل أى حاجة ويثبت نجاحه، وكان شايف إنه مايقدرش على حاجة، لما اتكلمت معاه وبقيت أشجعه، وأفهمه أن ربنا لما بياخد مننا حاجة بيدينا قصادها 10 حاجات، ابتدا يقتنع ويحط فى دماغه إنه يقدر يعمل أى حاجة»، حسب فيفى راغب، والدة «عمر».
بدأ الصغير فى ممارسة رياضة السباحة لأول مرة، وهو بعمر الـ4 سنوات، فتقول والدته: «أى رياضة كان بيلعبها كانت صعبة عليه، وبعدين بقى يتعامل على أساس أن دى حالته، ولازم يتكيف معاها، وماكانش فى بالنا إنه هيشارك فى مسابقات أو بطولات، كل اللى يهمنا إنه يتعامل ويخرج للناس بشكل طبيعى، ويحس إنه بطل، لحد ما قرر أنه يدخل المسابقات، ويتمنى يكون من أبطال العالم فى السباحة».
لم يتميز «عمر» رياضياً فقط، فهو يجيد القراءة والكتابة، وكُرّم العام الماضى من قبل إدارة دمياط التعليمية فى القراءة، ويستعد للاشتراك فى تحدى القراءة العربية فى دبى مارس المقبل، من خلال تلخيص 50 قصة قصيرة».
تعليقات الفيسبوك