أطفال صغار في السن لكن تصرفاتهم التلقائية أمام جنازات الشهداء تدمي القلب وتبكي العين وتقشعر لها الأبدان حزناً على استشهاد آبائهم الذين ضحوا بأنفسهم من أجل حماية الوطن والحفاظ على أمنه ومواطنيه، وعلى الرغم من صعوبة المشهد عليهم، إلا أن عددا من الأطفال أبناء الشهداء حرصوا على تقدم الجنازات لإلقاء النظرة الأخيرة على جثامين قبل أن ينتقلوا إلى مثواهم الأخير.
وأثناء تشييع جثمان الشهيد الرائد مصطفى عبيد الذي لقى ربه، أول أمس، عقب تفكيك عبوة ناسفة وضعت فوق سطح مبنى مجاور لكنيسة أبوسيفين بمدينة نصر، أدت إلى استشهاده في الحال وإصابة مدير إدارة مفرقعات القاهرة، وخرجت الجنازة العسكرية من مسجد فهيم شاهين بالقرية مسقط رأسه، واعتلى ابنه الصغير، الذي لم يتجاوز الثلاث سنوات، النعش فور وضعه في المسجد للصلاة عليه، ليبكي المشيعين بحرقه ويصبح حديث مواقع التواصل الاجتماعي ومحفزاً لهم على الإصرار على محاربة الإرهاب، ولتنطلق دعوات عديدة "ابن الظابط ما بقاش يطلع ظابط ابن الظابط بقى يطلع يتيم".
وعقب وفاة الرائد شريف طلعت عبد الرحمن طنطاوي الذي استشهد في الـ 22 من ديسمبر الماضي، أثناء تأديته مهام عمله في مدينة رفح بشمال سيناء، كان أطفاله الصغار في مقدمة المشهد الجنائزي، فوق السيارة التي حملت جثمان أبيهم إلى مثواه الأخير، ولم يكتفوا بذلك بل جلسوا في كنف بنر يحمل صورة أبيهم مكتوباً عليه "ولا تحسبن الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتا..."، وظهر الطفلان في الصورة وكأن والدهم يحتضنهم ويواسى حزنهم، ليزيدوا من حدة المشهد وينكلوا بالإرهاب.
ونفس المشهد تكرر أيضاً في تشييع جثمان الشهيد العقيد أحمد منسى، قائد الكتيبة 103 صاعقة، الذي استشهد في الـ7 من يوليو 2017 حيث أصر الطفل حمزة البالغ من العمر 9 سنوات آنذاك على ارتداء البدلة العسكرية وصعود عربة المطافئ بجوار جثمان والده خلال الجنازة العسكرية، التي خرجت من مسجد التوحيد بمدينة العاشر من رمضان، وسط هتافات المشيعين التي تندد بالإرهاب، قائلين "لا الله إلا الله، الشهيد حبيب الله"، مطالبين بالقصاص.
كما أصر زملاء الشهيد الرائد أحمد عبدالفتاح قائد قوات الدعم بقطاع الأمن المركزي، الذي استشهد برصاص الغدر أثناء اقتحام وكر لعناصر إرهابية بمنطقة جبلية بمركز أبوتشت بقنا في أغسطس عام 2017، على تقديم ابنه ياسين، في مراسم تشييع جثمان والده الشهيد إلى مثواه الأخير في مشهد جنائزي مهيب، ووسط نداءات الطفل الصغير لوالده انهمرت دموع زملاء الشهيد ووعوده بالانتقام والثأر لوالده الشهيد.
وفى مشهد مهيب أمام قيادات المنطقة الشمالية العسكرية بالإسكندرية والضباط والجنود خرج نجل الشهيد النقيب عمرو ابراهيم الذى استشهد أثناء اقتحام قوات الجيش لبؤرة إرهابية جنوب الشيخ زويد، لضبط بعض العناصر الإرهابية، في شهر مايو عام 2016، وكان الطفل يرتدي زياً عسكرياً وأدى التحية لجثمان والده ودعا له بالرحمة.
وعقب الانتهاء من تشييع جثمان الشهيد الضابط ياسر فرج عيسوى الذى قتل على الحدود المصرية عام 2012، انتابت ابنه الطفل الصغير حالة من البكاء الشديد على الهواء مباشرة، أثناء تواجده مع الإعلامي معتز الدمرداش، بقناة "المحور"، وأثّر في العديد من المصريين، بعدما راح والده الذي كان على علاقة قوية به، ضحية للإرهاب الغاشم.
تعليقات الفيسبوك