يحتفل الأمازيغ اليوم الأحد برأس السنة الأمازيغية الجديدة 2969 والذي يطلق عليه "أسكاس أماينو"، وفي مصر، يتواجد نحو 30 ألف أمازيغي يتركزون في واحة سيوة التابعة لمحافظة مطروح شمال البلاد، ويحتفظون بلهجتهم المميزة، وطقوسهم وتقاليدهم وعاداتهم التي يتوارثونها، جيلا بعد جيل.
وفي هذا السياق، كشفت أماني الوشاحي نائب رئيس "منظمة الكونغرس العالمي الأمازيغي" في مصر لـ"العربية.نت" أن "أمازيغ مصر ينقسمون لقسمين، الأول هم الذين يتركزون في سيوة ويُسمون اسم الأمازيغ الناطقون، والثاني هم الأمازيغ غير الناطقين ويتركزون في جنوب مصر وتحديدا قنا ويطلق عليهم تجمع قبائل هوارة".
وأضافت أن أمازيغ سيوة يبلغ عددهم 28 ألف نسمة، ويتميزون بلهجتهم الأمازيغية واحتفاظهم ببعض عادات وتقاليد الأمازيغ، وكان منها حتى وقت قريب عدم الزواج من خارج القبيلة.
من جهتهم أمازيغ هوارة فهم غير ناطقين بالأمازيغية، لذا فلا يوجد حصر محدد بأعدادهم لأنهم ذابوا واندمجوا وسط قبائل عربية كونت تحالفا لصد غزوات وهجمات المماليك في الصعيد وأطلق عليه تجمع "قبائل هوارة".
وأوضحت الوشاحي أنه عشية ليلة رأس السنة، يحتفل أمازيغ سيوة بتجهيز وجبة عشاء من الكسكسي محشوة بالخضراوات والدجاج يتواجد في منتصفها نواة زيتونة، ومن تكون من نصيبه هذه النواة عليه أن يدعو ويحلم بأمنيته في السنة الجديدة.
كما يحتفل الأمازيغ عقب أن تدق الساعة الثانية عشرة منتصف الليل في هذه الليلة بتناول اللبن كرمزية ودلالة على أن السنة الجديدة ستكون بيضاء وسعيدة.
وتوجد في سيوة 10 قبائل أمازيغية، منها قبيلة الجواسيس والزيانين وأولاد موسى واللحمودات.
وبحسب الوشاحي، فإن أصل الأمازيغ يعود إلى أمازيغ بن كنعان بن حام بن نوح، وأصل الكلمة تعني الرجل الحر النبيل.
وأوضحت أن الأمازيغ دخلوا مصر من خلال موجتين من الهجرة، الأولى في عهد الملك رمسيس الثالث، والثانية مع المعز لدين الله الفاطمي.
وأضافت أنه في عهد الأسرة الـ21 كان كل جنود وقادة الجيش المصري من الأمازيغ، وتزوج قائد الجيش الضابط الأمازيغي "شيشينق" من ابنه الملك "بسونس الثاني" آخر ملوك هذه الأسرة، وتولى الضابط الأمازيغي حكم مصر سلميا بعد وفاة الملك، وكان ذلك يوم 13 يناير من العام 950 قبل الميلاد وهو بدء التقويم الأمازيغي الذي يتم الاحتفال به كل عام حتى الآن.
يذكر أنه كانت هناك قبائل أمازيغية كبيرة استوطنت مصر عقب هجرتها من شمال إفريقيا مثل "زويلة" التي أطلق اسمها على إحدى بوابات القاهرة في عهد الفاطميين، وقبيلة "شعرية" التي سميت منطقة باب الشعرية في القاهرة باسمهم لاستيطانهم فيها، وقبيلة "سعادة" وكانت تنسب لقائد عسكري كبير مقرب من المعز لدين الله الفاطمي ويسمى سعادة، وتم إطلاق اسمه على منطقة بالجمالية هي "درب سعادة".
تعليقات الفيسبوك