نحو 10 آلاف كتاب ومئات الهوامش، في مكتبة واحد من العلامات البارزة في تاريخ مصر المعاصر، فعند التجول بعينك في أرفف مكتبة الكاتب الراحل خيري شلبي تجد الكتب في كل المجالات، فالمكتبة التي نقلت خلال حياته مرتين قبل أن تستقر في منزله بالمعادي تضم بين جنباها العديد من المجلدات والكتب والأعمال الأدبية في أزمنة مختلفة.
"كان مهتم بكل المجالات بلا أي استثناء فالثقافة هي معرفة الحد الأدنى عن كل شيء"، هكذا تقول ريم خيري شلبي، وهي تستعرض مكتبة والدها، وتتابع: "كان والدي يؤمن أن الروائي يجب أن يكون على إطلاع بكل شيء فالرواية من الوارد أن تتحدث عن دكتور أو مهندس أو نجار أو طبال، وبالتالي لا بد أن يكون الروائي ملم بكل نواحي الحياة".
وأضافت في حديثها لـ"الوطن"، أن مكتبة خيرى شلبي والدها مكتبة ثقافية وعلمية وأدبية وفنية كما أنه كان يحب أن يظل الكتاب نظيفا خالي من الهوامش ليصلح للقراءة في كل وقت، وأيضا حتى لا تؤثر أفكاره على أي قارئ غيره وتوضح أن والدها كان يكتب هوامش أثناء القراءة لكن في أوراق بعيدا عن الكتاب.
وفي فترة السبعينيات من القرن الماضي كان خيرى شلبي باحثًا مسرحيًا، واكتشف من خلال البحث الدؤوب أكثر من مائتي مسرحية مطبوعة في القرن التاسع عشر وأواسط القرن العشرين، بعضها تم تمثيله على المسرح بفرق شهيرة ونشرت أسماء الفرق والممثلين، وبعضها الآخر يدخل في أدب المسرح العصىّ على التنفيذ، وقام الباحث بتحقيق هذه المسرحيات في حديث بإذاعة البرنامج الثاني (البرنامج الثقافى حاليا) تحت عنوان (مسرحيات ساقطة القيد) ضمن برنامج كبير كان يقدمه الروائي بهاء طاهر.
ويعد خيري شلبي، المولود في مثل هذا اليوم في قرية شباس عمير بمركز قلين بمحافظة كفر الشيخ قبل 81 عامًا كاتب وأديب وروائي، طور نوع كتابة صحافة البورترية، وله العديد من الروايات منها "السنيورة، الأوباش، الشطار، الوتد، العراوي، فرعان من الصبار، موال البيات والنوم، ثلاثية الأمالي (أولنا ولد - وثانينا الكومي - وثالثنا الورق)، بغلة العرش، لحس العتب، منامات عم أحمد السماك، موت عباءة، بطن البقرة، صهاريج اللؤلؤ، نعناع الجناين".
ويعتبر رائد الفانتازيا التاريخية في الرواية العربية المعاصرة، وتعد روايته "رحلات الطرشجي الحلوجي"، عملًا فريدا في بابها، وترجمها إلى الإنجليزية المترجم الأمريكي مايكل كوبرسون.
تعليقات الفيسبوك