تتميز كل مدينة أو قرية، بعاداتها وتقاليدها التي تميزها دون البقية، وتأتي على رأسها "اللهجة" أو اللغة التي يتحدث بها أبناء المنطقة الواحدة.
وحينما تكون تلك اللغة مميزة فإنها تصبح مثار اهتمام الجميع، ولعله لا يوجد لغة أكثر تميزًا من تلك التي يتبعها أبناء قرية "جاناتشي" التركية، الذين حرصوا على حل مشكلة المسافات الشاسعة التي بينهم بطريقة مميزة للغاية.
أبناء "جاناتشي" ابتكروا طريقة "الصفير" للتواصل مع بعضهم البعض في المسافات البعيدة على طريقة الطيور، لتسمى الطريقة بعد ذلك بـ"لغة الطيور".
وبمرور الوقت، نجح الأهالي في تطوير الطريقة، حتى أنهم ابتكروا جملًا من لغة "الصفير" للتخاطب فيما بينهم ونقل الأخبار المختلفة أو حتى طلب شيء معين، كما تمكنوا من صياغة أحاديث وكلمات من خلال لغة الصفير نفسها، وفقًا لـ"سبوتنيك".
لكن مع وصول الكهرباء وظهور الهواتف المحمولة بدأت لغة "الصفير" تفقد بريقها خصوصا بين الشباب الذين باتوا يعتمدون على التكنولوجيا للتخابر ونقل المعلومات والتحدث مع أصدقائهم.
لكن السلطات المحلية في القرية تحاول جاهدة الحفاظ على لغة الطيور وجعلها أكثر شعبية بين الشباب من خلال تنظيم مهرجانات وحفلات سنوية لتعزيز لغة الصفير وتشجيع الشباب على تعلمها لكي لا تنسى مطلقا.
تعليقات الفيسبوك