يعتبر حسين كمال، أحد أهم المخرجين في السينما المصرية، وخلال مسيرته الفنية عمل مع كبار النجوم، وقدم ما يقارب خمسين فيلما سينمائيا.
درس "كمال"، بمعهد باريس للسينما وتخرج منه في عام 1965 ليعود إلى مصر ويقدم باقة من أهم الأفلام المميزة، لارتباطها بالأدب الروائي والقصصي، ففي خلال مسيرته قدم عددا من الأفلام المأخوذة عن أدبيات لكبار الكتاب مثل "نجيب محفوظ ويوسف إدريس ومصطفى محمود".
المستحيل - 1965
قدم المخرج حسين كمال فيلم "المستحيل" المأخوذ عن رواية بنفس الاسم للدكتور مصطفى محمود، وصدرت عام 1960، ليجعلها فيلما سينمائيا كتب له السيناريو والحوار يوسف فرنسيس، ومن بطولة "كمال الشناوي، سناء جميل، نادية لطفي".
ويسرد الفيلم حياة حلمي شاب ضعيف الشخصية يقع تحت تأثير والده، الذي يختار له زوجته ويجبره على الموافقة، ويحاول حلمي بعد وفاة والده أن يتحرر من تأثيره عليه وأن تكون له حرية الاختيار فتكون أولى تجاربه هي الارتباط بـ "ناني" شابة رقيقة مغلوبة على أمرها والتي تزوجت زوج أختها بعد وفاتها لتربي بنتها، ويلتقي أيضا بفاطمة المحامية مدعية الثقافة والمتحررة والتي طلقت زوجها بحجة رجعيته وضيق أفقه وتقاليده وفي النهاية لا يجد حلمي حياته واستقرارها الا في العودة لزوجته الأولى والاستقرار معها.
البوسطجي - 1968
يقرر حسين كمال، أن يقدم رواية الأديب الكبير يحيي حقي "البوسطجي" في فيلم سينمائي، ويتعاون مع صبري موسى الذي يكتب السيناريو والحوار الخاص بالفيلم، ليقدما واحدا من أهم الأفلام في تاريخ السينما المصرية من بطولة "شكري سرحان، زيزي مصطفى، صلاح منصور".
ويقدم الفيلم عباس البوسطجي، الذي ينقل من عمله في القاهره إلى قرية كوم النحل بأسيوط ليعمل ناظرا لمكتب البريد هناك، ويعاني من جهل أهالي القرية و تزمتهم . ويشعر عباس بالحرمان العاطفي والوحدة فيتفق مع راقصة بالقرية لزيارته، لكن أهل القرية يتربصون به ويهاجمون المنزل و يطردون الغازية و يضربونها و يفضحون عباس، وبسبب الملل الذي يعيش فيه يقرر الانتقام من أهل القريه بأن يتجسس على رسائلهم و يعرف أسرارهم .
شئ من الخوف - 1969
في العام التالي يقدم حسين كمال، أروع أعماله السينمائية، والتي حققت شهرة كبيرة فيلم "شئ من الخوف" المأخوذ عن رواية للأديب ثروت أباظة، ومن بطولة "شادية ويحيى شاهين ومحمود مرسي". وتميز الفيلم بسير أحداثه في إطار ملحمي على يد حسين كمال وبمساعدة موسيقى بليغ حمدي، وأشعار عبدالرحمن الأبنودي الذي كتب الأغاني الخاصة بالفيلم، وشارك في كتابة الحوار مع صبري عزت.
ويروي الفيلم حكاية "عتريس" الطفل البريء، الذي تتبدل شخصيته الطيبة بصورة طبق الأصل من جده في قسوته وتسلطه على حياة أهل قرية الدهاشنة بالقوة التي يفرضها عليهم ويقع "عتريس" في غرام فؤادة منذ طفولته ولكنها ترفضه بعد أن تَبدلت شخصيته، لكن "عتريس" يطلبها من والدها للزواج رغم رفضها المتكرر، يخشى والدها غضب "عتريس" وبدلاً من أن يٌعلن رفضها للزواج يُعلن موافقتها عليه؛ فتبدأ العداوة بين "عتريس" و"فؤادة" من جهة، وبينه وأهل البلد من جهة أخرى.
ثرثرة فوق النيل - 1971
وبالطبع تعاون المخرج حسين كمال مع الأديب العالمي نجيب محفوظ، وقدم روايته "ثرثرة فوق النيل" في فيلم سينمائي يعتبر من أهم الأفلام في السينما المصرية ومن بطولة "أحمد رمزي، ماجدة الخطيب، ميرفت أمين، عماد حمدي، عادل أدهم" وقام بكتابة السيناريو والحوار الكاتب ممدوح الليثي.
النداهة - 1975
تعاون المخرج حسين كمال مع الأديب يوسف إدريس، حينما قدم قصته القصيرة "النداهة" في فيلم سينمائي حمل نفس الاسم، من بطولة "ماجدة، شكري سرحان، إيهاب نافع، شويكار".
يسرد الفيلم حياة "حامد" الذي يترك بلدته الصعيدية متوجهًا إلى القاهرة من أجل العمل بوابًا بإحدى العمارات، ويتزوج من فتحية التي تأتي للعيش معه في القاهرة، وتتعلم فتحية شيئًا فشيئًا القراءة والكتابة على واحدة من سكان العمارة وهي إحسان، حيث تطمح فتحية للعمل في وظيفة جيدة، وفي نفس الوقت، يحاول علاء الذي يقطن في نفس العمارة التودد إليها بعد أن رأى فيها شيء مختلف عن بقية النساء اللاتي عرفهن، واستطاع حسين كمال في الفيلم أن ينقل لنا صورة واقعية لانبهار إحدى فتيات الأرياف بالعاصمة وبأنها تريد العيش بها مثل أبناء المدينة.
رحل عن عالمنا المخرج الكبير حسين كمال في 24 مارس عام 2003 عن عمر ناهز 69 عامًا، بعدما قدم العديد من الأعمال الفنية تنوعت بين السينما والمسرح والمسلسلات التليفزيونية.
تعليقات الفيسبوك