في طفولته كان مهووسا بتلك البرامج، التي تعرض مشاهد لمتسلقي الجبال والمرتفعات، وكان يطمح أن يكون مثلهم، غير أن البيئة التي يسكن فيها لا تدعم مثل تلك الأفكار، حتى نجح ذات مرة في تسلق مواسير مبنى سقطت داخله كرة تخصه، وصار لكل مكان يتسلقه منذ ذلك اليوم "سيلفي" يحتفظ به، رغم تعدد الأماكن والمخاطر.
داخل الحي العاشر في مدينة ناصر نشأ عبدالرحمن مضر، وكان يتسلق عددا من الأماكن بمهارة ورشاقة، عرفها عنه أبناء منطقته، وبعدما انتشرت صور "السيلفي" كان الشاب الذي لم يتم الـ22 عاما، حريصا على التقاط صور لنفسه بعد تسلقه أحد الأماكن، ومن ثم نشر الصورة على صفحته الشخصية على فيس بوك.
"هيا زي غواية عندي يعني، بحب أتسلق أماكن كبيرة، وأوري الناس إن بلدنا شكلها حلو، وأحتفظ بالصورة اللي باخدها" يحكي عبدالرحمن، الذي لا يزال يدرس بأحد المعاهد الأزهرية، ويعمل بالتوازي في أحد المطاعم.
يتذكر حين كان في البداية يتسلق المباني صغيرة الحجم والمرتفعات في محيطه: "كنت أشوف ونش مثلا ارتفاعه عالي، فأطلع فوق واحدة بوحده لحد ما أوصل للقمة بتاعته".
في الأمر صعوبة كبيرة، ويحتاج الشاب إلى تركيز شديد، فالقوة البدنية والمرونة ليست كافية لإتمام ذلك العمل، وإنما الصفاء الذهني كذلك: "طبعا الرياضة والجسم السليم حاجة مهمة بس لازم الواحد يكون تفكيره صح ودماغه شغالة، وطبعا مبنصحش أي حد يعمل كده".
كان صعود أحد الأهرامات الـ3 في الجيزة، تحديا كبيرا أمام الشاب، حتى استطاع ذات مرة تنفيذ الأمر وكانت فرحته كبيرة، ولا يزال يحتفظ بصورة من أول مرة صعد فيها إلىسفح الهرم، وتكرر الأمر أكثر من مرة، حتى قام بتوثيق صعوده ذات مرة في مفطع فيديو: "الموضوع مش سهل، مخيف جدا كمان، بس مفيش عندنا أماكن تدعم رياضات زي دي، فبروح أعمل ده وجزء منه دعم للسياحة".
يحتفظ الشاب بحوالي 10 صور "سيلفي" في أماكن مختلفة، ورغم المخاطر التي يتعرض لها في كثير من الأحيان إلا أن هوايته للأمر تدفعه للتكرار: "وفي واحد صاحبي دايما بيبقى معايا وبنروح سوا، وبيدعمني في كل خطوة زي دي".
تعليقات الفيسبوك