لم يعلم الشاب شوقى السعيد الخدمة الجليلة التى قدمها للعلم حيث عثر على ثعبان «كوبرا» بقرية نوسة البحر، مركز أجا بالدقهلية، لم يسارع الشاب لضرب الثعبان على رأسه كما تجرى العادة، كما لم يحاول بيعه، فقط سارع للاتصال بمركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية، لتقديم الثعبان إلى رئيس المركز الدكتور هشام سلام، الذى قرر فوراً إخضاعه للدراسة.
خصوصية تاريخية تتمتع بها مصر فيما يتعلق بنوعيات الثعابين التى عاشت على أرضها، تحديداً أكبر ثعبان عرفته البشرية وهو «الجيانتوفيس» الذى تم اكتشاف البقايا العظمية له فى صحراء الفيوم مطلع القرن الماضى، بين صخور يرجع عمرها لـ35 مليون سنة مضت، حيث بلغ طوله 10 أمتار، ومن المعتقد أنه كان يتغذى على التماسيح وأسلاف الفيلة مثل حيوان الميروثريم، لكن «الجيانتوفيس» احتل المركز الثانى فى الضخامة على مستوى العالم بعد اكتشاف الثعبان الأضخم فى العالم «التيتانوبوا» فى أمريكا الجنوبية.
رغبة كبيرة فى دراسة التطور الذى طرأ على الثعابين التى عاشت فى مصر قبل ما يقرب من 27 مليون سنة وبين تلك الموجودة الآن لطالما أعاقتها الطريقة التى يتم بها اصطياد الثعابين عموماً: «أهمية الكوبرا المقبلة من قرية نوسة البحر أنها كانت على قيد الحياة، جاءتنى عقب ساعة واحدة فقط من العثور عليها، لم يتم ضربها على رأسها وبالتالى فالدماغ سليمة والعظام فى حالتها الطبيعية، كما أن معدة الثعبان كانت خالية من أى بقايا لطعام فى الجهاز الهضمى ما يعنى أنه كان صائماً لقرابة ثلاثة شهور ماضية وحين ظهر كان يبحث عن طعام».
تم قتل الثعبان بطريقة رحيمة، بحسب «سلام» وتشريحه وسط الطلبة الذين تعرفوا على الأجهزة الداخلية لجسم الثعبان، فيما قام هو باستخلاص هيكله العظمى حيث تحول الثعبان إلى مادة للمقارنة بين الثعابين التى تعيش على أرض مصر حالياً وتلك التى سبقت الوجود البشرى على أرض مصر بأكثر من 40 مليون سنة: «الدراسة تستغرق 4 سنوات لحين الخروج بنتائج يمكن نشرها فى الدوريات العلمية العالمية».
تعليقات الفيسبوك