المصريات مسلمات قبل المسيحيات اعتادن على الاحتفال بـ"سبت النور"، بتكحيل أعينهن وأعين الأطفال من الجنسين أيضًا، فاليوم المخصص في أساسه للمسيحيين حول العالم ارتبطت طقوسه بالمسلمين، وسبت النور هو ذاك المصطلح الذي اتخذ أبعاده من شعلة نار تنطلق من كنيسة القيامة بالقدس، المكان الذي وضع فيه جسد المسيح بعد صلبه 3 أيام قبل قيامته، حسب الاعتقاد المسيحي.
مع بداية الشروق وقبل الظهيرة، تلك الفترة الرسمية لوضع "الكُحل" في العيون، فتجمع "فاطمة السيد" أبنائها وأبناء الجيران والأقارب في شقتها الصغيرة داخل أحد أحياء منطقة الهرم وتُحضر ورقة بيضاء بها كُحل شديد السواد والحرارة أيضًا، تلك العادة التي ورثتها عن جدتها ولا تعلم غير أنها "بتنوّر العين" حسب المعتقد الشعبي.
رغم عدم إلزام أن يكون الكُحل حارًا تُفضل "فاطمة" استعمال الحار لوضعه في أعين الصغار والكبار "بيظهر عينيهم وينوّرها".
تلك السيدة الخمسينية تتكرر في كل حي تقريبًا بهيئتها بعيدًا عن أنها ليست الشخص ذاته ولكن الفعل متشابه، فعلى تلك الشاكلة تتذكر "ميادة زكريا" الفتاة العشرينية، تلك السيدة الكبيرة في السن بشارعهم "كانت هي المسؤولة عن وضح الكحل في عنينا لكل الناس صغيرين وشباب وكبار"، ذلك الجمع الذي شبّت على رؤيته فتتهافت مع الآخرين لوضعه بإرادتها وحين تعصى يكون الإجبار على وضعه هو السبيل الآخر "كانوا بيحطوا الريشة في البصلة وبعدين يحطوها في ورقه كدة فيها كحل فكان بيوجع العين".
العادة التي تكاد تكون إلزامية داخل بيوت مسلمة في ذلك اليوم، ورثتها "هبة أمين" عن أمها وطبقتها في ابنتها ابنة الست أعوام "استنيت أما تبقى مدركة شوية ومجبتوش حار عشان ميوجعهاش أوي".
الميراث الشعبي لا يفرّق بين متعلم وأُمي، لتخبر والدة "يارا جابر" أبناؤها بالاستعداد لوضع الكُحل، وهي أستاذة جامعية ولكنها ورثت العادة التي تنفذها في أبناؤها "قالت لنا يلا نتكحل ده سبت النور".
تعليقات الفيسبوك