منذ قرابة العشرين عاماً، لا أزال أتذكر أوتوبيس النقل العام بمحافظة قنا مترامية الأطراف، حيث يمر الأوتوبيس بين مدن المحافظة والقرى الرئيسية، وله محطات معروفة ومواعيد محددة وسائقون نسجت الأيام وطول المشوار صداقة ووداً مع الركاب بين السائق والكمسرى والركاب؛ لا يزالون يتذكرون عم أبومصبح أو عم أبوعوض، وكيف كان يمر بين القرى والمدن يحمل الركاب ويحمل أيضاً حاجتهم نيابة عنهم فجمع بين القيادة ومرسال بينهم وبين ذويهم، وكانت التذكرة بقروش زهيدة لم تتجاوز ٢٥ قرشاً، ويوماً وراء يوم وعاماً من بعد عام، ينزوى الأوتوبيس ويتعطل عن العمل وتختفى خطوط السير، وتتحول المحطات لمقاه أو استراحات خربة، وموقف الأوتوبيس العام «بقنا» خير شاهد على ما أقول: خرابة ومقهى، وتظهر دولة الميكروباص، وتتحرر الأسعار ويعرف الناس الأجرة بـ«نص» ثم جنيه، وصولاً إلى العشرة جنيهات وأكثر، ومع غروب الشمس تنزوى دولة الميكروباص، واحدة تلو الأخرى ومع حلول الظلام تكاد تختفى تماماً! فلا يبقى أمام المواطن القنائى شرقاً أو غرباً سوى السكون التام، فلا حركة إلا بسيارة أجرة مخصوص تبدأ بمائة جنيه، أو تكون من ملاك السيارات الخاصة! أليس هؤلاء الصعايدة مستحقين للحركة بحرية وسهولة ويسر أسوة بسكان العاصمة أو الثغر!
صديق الهمامى - محام - قنا
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
تعليقات الفيسبوك