حظر استخدام وسائل التواصل الاجتماعى للأشخاص أقل من 16 عاماً، حملة أطلقتها أُم بريطانية مؤخراً بهدف الحد من تأثيرها السلبى على الأطفال والمراهقين على مستوى العالم، بعد انتحار ابنتها بسبب «الفيس بوك». «قانون روبى»، الاسم الذى اختارته «جولى»، 42 عاماً، لحملتها، التى تطالب بمنع دخول الأطفال والمراهقين على وسائل التواصل الاجتماعى بجميع أشكالها، إلا بعد بلوغهم الـ 16 عاماً، وأن يكون الدخول مرتبطاً برقم التأمين الاجتماعى أو رقم الهوية الوطنية داخل كل بلد.
انطلقت بعد انتحار طفلة بريطانية لشعورها بأنها منبوذة على مواقع التواصل الاجتماعى
اسم الحملة، بحسب صحيفة «ديلى ميل»، يعود إلى اسم ابنة «جولى»، التى قررت الانتحار وهى فى عمر الـ15 عاماً، بسبب شعورها بالنبذ وعدم القبول على مواقع التواصل الاجتماعى، فـ«روبى» التى كانت تعانى من الاضطرابات النفسية، بالإضافة إلى شجار والدتها معها بسبب الاستخدام المفرط للإنترنت، دخلت فى أحد الأيام على حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعى مثل «فيس بوك، وإنستجرام، وسناب شات»، وبدأت تحمّل صوراً ومنشورات لنفسها، ولكن بسبب عدم حصولها على أى إعجاب من مرتادى تلك الوسائل شعرت بالوحدة أكثر وبعد 5 ساعات قررت الانتحار، وقد استطاعت الحملة حتى الآن جمع أكثر من 2700 توقيع.
«كلنا نتفق على خطورة وسائل التواصل الاجتماعى على الأطفال، ولكن العلاج لا يكون بحظر الدخول بشكل نهائى، بل بترشيد استهلاكه ووجود رقابة من الأهل عليه»، كلمات الدكتور محمود عفيفى، أخصائى الأمراض النفسية والعصبية، حول الحملة، مؤكداً أن أضرار تعرُّض الأطفال لوسائل التواصل الاجتماعى لفترات طويلة كثيرة، ولا يمكن حصرها مثل كسر الخصوصية، من خلال مشاركة المعلومات الخاصة بهم مع الغرباء، وهو ما قد يؤدى إلى حدوث جرائم لاحقاً مثل الابتزاز أو الانضمام لجماعات إرهابية أو إجرامية، كذلك الحصول على معلومات خاطئة قد تدمر عقولهم: «الفتاة التى انطلقت بسببها الحملة، كانت تقضى ساعات طويلة على الإنترنت، وهو ما يتسبب علمياً فى تقليل هرمون الميلاتونين وهو المسئول عن الرغبة فى النوم، وبالتالى الأرق، ما يتسبب فى سلسلة طويلة من الإجهاد والعصبية تنتهى بميول انتحارية يمكن تنفيذها فى أى وقت، كما حدث مع الفتاة».
واعتبر «عفيفى» أن حلول المنع مثل البيوت الرملية التى سرعان ما تنهار بدون أى فائدة، لأن المشكلة فى الأساس تنبع من غياب دور الأهل: «الحلول بسيطة هى اختيار ساعات محددة لدخول الأطفال على الإنترنت، وأن تكون الأجهزة سواء حاسبات أو هواتف محمولة فى أماكن مكشوفة ووسط الأسرة، وأن يتفقد الآباء والأمهات حسابات أولادهم بشكل ودى كل ساعة أو ساعتين».
تعليقات الفيسبوك