46 عاماً مضت على حرب أكتوبر ولا تزال ذكرى النصر علامة شرف وفخر للمصريين وقواتنا المسلحة، التي هزمت الجيش الإسرائيلي الذي كان معروفاً عنه بأنه الجيش الذي لا يقهر.
تلك الحرب التي وقعت في الـ 6 من أكتوبر عام 1973 كانت بعيدة تمام البعد عن مواقع التواصل الاجتماعي، التي أصبحت الآن وسيلة للتضليل ونشر الشائعات، ومع ذلك يتبادر إلى ذهن الكثيرين سؤال "ماذا يحدث إذا ما وقعت حرب أكتوبر في زمن السوشيال ميديا؟".
وفي وقت لاحق، استطلعت قناة DMC آراء المواطنين حول تصور طبيعة الحرب في هذا الوقت، والمنشورات التي سوف تكتب على الصفحات ومواقع التواصل الاجتماعي بشتى أنواعها، وانقسمت تعليقات المواطنين بين الساخرة، والمنتقدة لطبيعة السوشيال ميديا في نشر الأكاذيب والترويج للشائعات.
فقال بعضهم: "لو كان في فيس بوك سنة 1973م مكنش أصلاً هيبقى في حرب، كانوا هيقولوا على النصر فوتوشوب، وكان ممكن ناس تكتب على الفيس بوك لو أنتو مش قد الحرب بتحاربوا ليه؟"، و"كانت هتظهر إشاعات وخطط كتير هتبوظ، مكناش هنصدق إنه في خط بارليف ولا في حرب من أصله".
فيما قال آخرون: "طنط هتيجي تقول الولد في الحرب يا حبة عيني وراح على طول قبل ما أطبخله"، "أي حد عايز يقول أي حاجة كدة في دماغه هيقولها على الفيس و90% من الناس بتصدق"، "هيقولوا خدعة عشان يقللوا من الجندي المصري ما هو الإحباط بييجي من كل مكان"، "السد اللي أنتو افتكرتوه منيع إحنا خليناه بالمية يضيع.. كنا هنعمل هاشتاج خلصانة بدانة".
كما توالت التعليقات الساخرة كالتالي: "كانوا المصريين هيعملوا فيس بوك حرب وأنستاجندي"، "أنتو طالعين الجبهة أعملوا هاشتاج الله وأكبر وكده"، "كنا هنكتب ضربت الودع بعد الحرب ملقتش جدع"، "ممكن ياخد سيلفي ويقول أنا كنت بحارب لوحدي"، "ليها ناسها وإحنا أساسها"، "أنا هحدف قنبلة مين بيحدف قنبلة ناو"، "ممكن البنات تكراش على أول جندي يرفع العلم"، "الجيش المصري خد الجيش الإسرائيلي ورا مصنع الكراسي".
الدكتور محمد الجندي خبير تكنولوجيا المعلومات قال في تصريحات لـ"الوطن"، إن حرب أكتوبر لو حدثت في زمن السشوشيال ميديا، لكان هناك تشيكيك في النصر، نظراً للشائعات التي سوف تنتشر حولها من مستخدمي "السوشيال ميديا"، بخاصة ممن ليس لديهم انتماء للوطن وهم نسبة كبيرة يستقوا الانتماء من الإعلام الغربي الذى يزرع فيهم ثقافة الهجرة.
وأوضح "الجندي"، أن وسائل التواصل الاجتماعي، إذا كانت موجودة في زمن الحرب سوف تستغل بشكل أساسي من قبل الدولة التي توظفها لصالحها، وتصبح أداه من أدوات الحرب كما استغلت الإذاعة ووسائل الإعلام التي كانت موجودة وقت وقوع حرب أكتوبر وبخاصة الإذاعة المصرية والإذاعات الموجهة، ومن جهة أخرى كانت وسائل التواصل الاجتماعي سوف تستغل ضد الدولة نظراً لأن الشائعات إحدى وسائل الحرب وهي منتشرة في كل مكان في العالم.
وأضاف خبير تكنولوجيا المعلومات ،أن السوشيال ميديا انعكاس كبير للمجتمع، مع الفارق الكبير بين مجتمع وجيل حرب أكتوبر الذي عاصر النكسة وما قبلها من حروب، زرعت فيه جذور الوطنية والانتماء "الأجيال دي عارفة قيمة الوطن كويس، وما كنتش هتستخدم السوشيال ميديا ضد الدولة".
وتابع أن المجمتع المصرى كان يتميز بطبيعة خاصة وقت وقوع حرب أكتوبر نظراً لقة المتعلمين وعدم الانفتاح الكبير على الغرب، وظاهرة العولمة التي تفشت في المجتمع بشكل كبير "المجتمع كان مغلق على نفسه وقتها"، موضحاً أن تأثير السوشيال ميديا كبير جداً، وخاصة في هذا الوقت مع الجيل الحالي "النهاردة الشباب طول اليوم على النت فبالتالي حرب أكتوبر لو وقعت في الوقت ده الوضع كان هيبقى مختلف تماماً".
ومن جانبها تسعى الدولة جاهدة للتصدي للشائعات التي تستهدف البلاد، حيث حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال المؤتمر الوطني الثامن للشباب للتصدي للكثير من الشائعات التي يتم الترويج لها في الفترة الأخيرة، كما يحرص مجلس الوزراء، الجهات المسؤولة بسرعة الرد على الشائعات، منعا لإثارة اللغط داخل المجتمع.
تعليقات الفيسبوك