«عندى استعداد أبيع شقتى وأقعد فى الشارع بس أعالج ابنى»، كلمات مُغلفة بالألم والدموع قالتها سماح عبدالله، والدة الطفل محمد يوسف، الذى انفجرت فى وجهه أسطوانة بوتاجاز لا تزال آثارها باقية رغم مرور 7 سنوات، أنفقت الأم كل ما تملك حتى يستعيد طفلها حياته الأولى ويذهب لمدرسته مثل باقى زملائه بدلاً من الدراسة فى البيت حتى وصل إلى الصف السادس الابتدائى.
تناشد «سماح» وزارة الصحة لتبنى علاج ابنها وإرساله لاستكمال علاجه فى الخارج، ليبدأ المرحلة الإعدادية داخل فصله ووسط أقرانه: «حاسس إنه غريب وسط الناس، نفسه ماحدش يتخض من شكله».
تحكى أن والدها راح ضحية هذا الحادث وظل طفلها يعانى حتى هذه اللحظة، بدأت رحلة علاجه بحجزه لمدة 52 يوماً فى المستشفى وإجراء عدة عمليات ترقيع حتى يلتئم ويستطيع الرؤية والتنفس: «ابنى مدمر نفسياً وجسدياً، الحروق طالت وجهه وفروة رأسه وظهره وركبته ومنتصف جسده بالكامل، تابعت مع دكاترة تجميل واضطريت لبتر أصابع يديه، وزرعنا إيده فى بطنه 21 يوم على 4 مرات لحد ما بدأ يمسك القلم ويكتب».
حاولت «سماح» أن ترسل طفلها للمدرسة حتى يندمج مع زملائه لكن إدارة المدرسة رفضت خوفاً عليه أو تعرضه للأذى: «قالوا مش هنقدر نتحمل مسئولية زى دى»، يتبقى لها أمل وحيد فى سفره للخارج حتى لو بمفرده فى سبيل أن يكون هو فى شكل أفضل ويستعيد حياته التى توقفت منذ عام 2012. تحكى أنها تعمل ممرضة واضطرت لبيع ذهبها وكل ما كانت تدخره فى سبيل علاج طفلها الذى يتمنى أن يكون مثل أشقائه الأربعة: «قلبى محروق عليه وهو مش عارف يمارس حياته بشكل طبيعى»، مرت المرحلة الابتدائية بأكملها ولم يرَ الصغير مدرسته إلا من بعيد، متمنياً أن يحجز مقعداً فيها بداية من العام المقبل: «أنا راضية بأى تحسن حتى لو 20%».
تعليقات الفيسبوك