رغم رحيلها منذ 16 عاما، مازال لغز مقتل الفنانة ذكرى في حادث مأساوي، غامضا، حيث صار حديث الناس على مدار أعوام وما زال مستمرا في كل ذكرى ميلاد أو وفاتها أو عند الاستماع لأغانيها المميزة، حيث كانت فنانة شاملة استطاعت أن تحجز مكانها بين محبيها.
غنت ذكرى للحب وتفردت عن أصوات المحيطين بها، فهي صاحبة صوت جميل ومتميز، فحجزت مقعدها في عالم الفن الذي دافعت عنه بكل ما تملك حتى أوصلها لفقدان حياتها بشكل مأساوي، في حادث مازال سره غامضا حتى الآن.
في عام 2003، قتلت "ذكرى" على يد زوجها أيمن السويدي، الذي قيل حينها أنه معترض على عملها وإحيائها للحفلات، مما تسبب في خلاف كبير بينهما ليدور نقاش حاد ينتهي بقيامه بإطلاق النار عليها، في جريمة تعد من أصعب وأشهر الجرائم في الوسط الفني.
21 رصاصة أودت بحياة ذكرى
بوابل من الرصاص أنهى السويدي على ذكرى، حيث أصاب رجل الأعمال زوجته الراحلة بـ21 رصاصة في مناطق الصدر والبطن، ولم يكتف بذلك، فبعدها وجه سلاحه إلى مدير أعماله عمرو الخولي، فأصابه بنحو 20 رصاصة، ثم قتل زوجته "خديجة" بـ14 رصاصة، ولأخيرا وضع المسدس في فمه وأطلق رصاصة واحدة أنهت حياته.
ولكن لم يتوقف الأمر بعد رحيلها على أمر النيابة بدفن الجثث وغلق التحقيقات، وإنما كان له تبعات، فبعد أن مرّ وقت قصير بعد الحادث، تقدم شقيقه محمد السويدي ببلاغ يطلب فيه من النيابة إعطائه الإذن لفتح الشقة وجرد محتوياتها، بعد أن لاحظ الجيران وحراس العقار فتح نوافذ الشقة وغلقها بشكل مفاجئ.
وتناقلت الروايات عن طريق الجيران مع تأكيدات حراس العقار، سماعهم لأصوات غناء وقطط حتى الساعة السادسة من صباح كل يوم.
ووافقت النيابة على فض الشمع الأحمر على الشقة، بواسطة ضباط مباحث قسم شرطة قصر النيل، ونشرت الصحف العربية آنذاك شهادة ضابط المباحث الذي عاين محتويات الشقة، الذي وصف إحساسه فور دخوله الشقة بالخوف والرعب قائلا: "لم تكن الشقة قد تم تنظيفها بعد الحادث، فوجدت الدماء الجافة ملتصقة بأرضية المدخل ومتناثرة فوق الجدران والكنبة التي كانت تجلس فوقها ذكرى".
وقدم الضابط شهادته بعد دخوله غرفة ذكرى، قائلا في سجل القضية "تأكدنا من أنه لا يمكن لأحد أو حتى للعواصف الهوائية من فتح هذه النوافذ إلا إذا كان داخل الحجرة وما لم نتأكد منه هو من الذي كان يفتح النوافذ دون أن يكون داخل الشقة أحد؟"، مضيفا: "الأوراق الرسمية لا يمكن أن تتهم العفاريت، لهذا تم إغلاق المحضر بالتأكيد على أن الشقة لم تتعرض للسرقة وبقى سؤال عن هذا المجهول الذي يحرك المصعد ويفتح النوافذ ويلقي بالحجارة ويعزف الموسيقى وتصدر عنه أصوات مواء القطط".
تعليقات الفيسبوك