على الرغم من مرور نحو 70 عاما على رحيل نجمة إغراء الأربعينيات الفنانة "كامليا"، الذي شكل حادث موتها في انفجار طائرة أودى بحياتها عن عمر 31 سنة، عام 1950 أكثر وأكثر غموضًا، خاصة بعدما تضاربت الأقوال حول حقيقة ما حدث، وإلى اليوم تظل تفسيرات وفاتها متضاربة بين شائعات حول أنها كانت جاسوسية لإسرائيل، وتفسيرات أخرى عن كونها جاسوسة لمصر، وأخرى حول انتقام الملك فاروق منها.
ولدت كاميليا في عام 1924 بحي الأزاريطة بالإسكندرية لأسرة فقيرة، لأم مسيحية كاثوليكية مصرية من أصل إيطالي إسمها (أولجا لويس أبنور)، وعلى الرغم من أنها نسبت لصائغ يهودي يوناني ثري اسمه (فيكتور ليفي كوهين) وحملت اسمه، ولكن كان هناك شكوك حول ولدها الحقيقي، حيث كشفت وثائق المخابرات الفرنسية، أن والدها مهندس فرنسي كان يعمل خبيرًا بقناة السويس، بينما تقول مصادر أخرى أن والدها الحقيقي كان تاجر أقطان إيطالي هرب راجعًا إلى بلده بعد خسارة في البورصة، ويبقى الوضع المؤكد لها أنها تحمل اسما يهوديا وديانة مسيحية.
وعندما بلغت سن السابعة والعشرين شاهدها بالصدفة المخرج أحمد سالم، حيث لفت جمالها الساحر انتباهه ووعدها بالنجومية، وخصص لها أستاذة لتعليمها فن الإتيكيت، ومدربين لتدريبها على التمثيل والرقص.
وبسبب بعض المشاكل الإنتاجية، تأخر ظهورها السينمائي مع المخرج أحمد سالم، وكان ظهورها الأول مع الفنان يوسف وهبي حيث أشركها معه في فيلم "القناع الأحمر".
على الرغم من الشهرة الكبيرة التي حققتها كامليا، إلا أن مشورها الفني يعتبر قصير جدا بسبب موتها المفاجئ، حيث لم تشارك إلا في 19 فيلما فقط في السينما المصرية في ذلك الحين، أشهرهم "قمر 14"، "المليونير"، "بابا عريس"، "آخر كدبة".
ارتبطت عاطفيا بالفنان رشدي أباظة أثناء العمل معه في فيلم "امرأة من نار"، واتفقا على الزواج، حتى فاجعة تحطم طائرتها واحتراقها، الأمر الذي بسببه دخل رشدي أباظة في حالة هيستريا ظل بعدها في المستشفى لأكثر من أسبوع.
ثارت حولها الكثير من الأقاويل حول وجود علاقة بينها وبين الملك فاروق، ولكن لم تتوافر معلومات كافية حول طبيعة هذة العلاقة، إلا أنه كان يغار جدا من علاقتها برشدي أباظة، وتردد أنه أشهر مسدسه في إحدى الحفلات على رشدي مهددا بأنه سيقتله إذ لم يبتعد عنها، ولكن رشدي أباظة لم يعير تهديد الملك أهمية وظل على علاقته بكاميليا.
بعد نشوب الحرب العربية - الإسرائيلية، وظهرت إسرائيل على الأراضي الفلسطنية، أثيرت حولها شائعات حول علاقتها بالإسرائليين، ما جذب أنظار أجهزة المخابرات إليها.
بدأت تعاني مع الآلام في المعدة أثناء تصوير فيلم "الطريق إلى القاهرة"، وبعد انتهاء التصوير قررت في أغسطس 1950 السفر للعلاج في سويسرا.
لم تستطع كامليا السفر مباشرة إلى روما حيث كانت ستسقل طائرة سويسرا من هناك، بسبب عدم وجود حجز له على الطائرة، إلا أنها سافرت مكان الكاتب الصحفي أنيس منصور، الذي قرر عدم السفر على طائرة روما قبل ساعات من الحادث المأساوي، حيث تنازل عن مكانه وتذكرته بشكل مفاجئ لأسباب خاصة به، وفرحت كاميليا وعقدت العزم على السفر، حيث كان رشدي أباظة في وداعها في المطار، بعدما تواعدا على اللقاء بعد أسبوعين لإتمام الزواج.
في 31 أغسطس عام 1950 أقلعت الطائرة، من مطار القاهرة، لكن لم يستمر طيرانها أكثر من عشرين دقيقة، لتسقط منفجرة فوق دلتا وادي النيل، في مدينة "الدلنجات" في محافظة البحيرة، ولم يعثر إلا على "فردة حذائها الساتان الأخضر" بلون الفستان الذي ارتدته كاميليا.
تعليقات الفيسبوك