«أم يوسف» داخل سيارتها
وسط السائقين المصطفين بعرباتهم لانتظار دورهم وتحميل الركاب بمنطقة سموحة بالإسكندرية، تقف آمنة حسن نور، 54 عاماً، تنتظر هى الأخرى ركابها من الأطفال الصغار، لاستقلالهم السيارة، التى تقودها حتى «آخر الشارع»، فى ساعة مبكرة من اليوم، العمل الذى تمارسه منذ 13 عاماً، دون كلل أو ملل.
«آمنة» الشهيرة بـ«أم يوسف»، قررت العمل بالسواقة، لتساعد زوجها فى تكاليف المعيشة، حيث تقوم بتوصيل التلاميذ إلى مدارسهم، ومنازلهم وأنديتهم الرياضية، وتجمعها علاقات طيبة بهم، فيتسابقون فى ما بينهم من أجل الفوز بالمقعد الأمامى والجلوس إلى جوارها: «شغلانة مش عيب، اتعلمتها واحدة واحدة، واشتريت العربية التمناية، وباحب أتعامل مع الأطفال وأولياء الأمور، علشان معاملتهم مريحة».
تواصل «أم يوسف» العمل يومياً لأكثر من 14 ساعة، بناءً على اتصالات هاتفية تتلقاها من أولياء الأمور لتوصيل أبنائهم الصغار، بالتحديد من منطقة سموحة وحتى الإقبال بالإسكندرية، وتحكى أنها قبل اقتحام تلك المهنة عملت فى مجال السمسرة، فكانت تتكسّب من بيع الشقق وإيجارها، وتلعب دور الوسيط بين المالك والمستأجر: «ورايا كوم لحم، وساعدت زوجى فى تدبير مصاريف ولادى، والحمد لله كبرتهم وعلمتهم، وده أحسن من قعدة البيت»، مشيرة إلى أنها تحمّلت بالكامل مصاريف أولادها الثلاثة حتى حصولهم على مؤهلات عليا ومتوسطة.
تعليقات الفيسبوك