لم يكوّن صداقات مع غيره من الأطفال، فأصدقاؤه الحقيقيون هم السكّين والعاملون معه فى محل الجزارة، يقضى الطفل عبدالله سليمان، 6 سنوات، ما لا يقل عن ١٠ ساعات يومياً فى محل والديه، يساعدهما يداً بيد، يقف فى الذبح ويشارك فى السلخ والتشفية وتقطيع اللحوم، وكما يقول المثل الشعبى: «ابن الوز عوام».
تعلم «عبدالله» أصول وأساسيات هذه المهنة رغم سنوات عمره الصغيرة، كان يصاحب والديه يومياً إلى محل الجزارة الكائن بمحافظة بورسعيد، ويوماً بعد يوم تحوَّل من مجرد مشاهد ومتابع إلى عامل يشارك فى العمل: «كنت باحب أشوف بابا وماما وهمّا بيشتغلوا وأقلدهم وأتعلم منهم، وأنا صغير قوى كنت بامسك الخشبة وأقعد أخبط زيهم ولما شافونى قالوا لى اتفرج واتعلم وانت وشطارتك، وادّونى سكينة وساطور وبقيت أقطّع اللحمة معاهم».
"عبدالله": باقطع وأقسم الكبد والكلاوى والريش لوحدها
يشعر «عبدالله» بسعادة وهو يمارس هذا العمل، ويطمح بعد الانتهاء من سنوات دراسته إلى أن يعمل فى المهنة ويصبح جزاراً شهيراً: «عايز أقعد من المدرسة بس بابا وماما مش موافقين، فبروح الصبح المدرسة وبعد ما أرجع أروح على المحل»، لافتاً إلى أن والدته ساعدته كثيراً فى إتقان هذا العمل: «كانت هى بتقطع وأنا بامسك وراها، بعد كده بقيت أقطع وأقسم الكبد والكلاوى لوحدها والريش لوحدها، اتعلمت إنى ما أهدرش جزء كبير من العِجل وكل اللى موجود فيه يتقطع ويتجهز للبيع».
تعليقات الفيسبوك