في المنطقة الجنوبية من ولاية "تكساس" الأمريكية، بين مدينة "سان أنطونيو" وساحل خليج المكسيك، تقع بلدة صغيرة تسمى "يورك تانون" Yorktown، والتي اكتسبت سمعة سيئة عبر الولاية، على الرغم من كونها واحدة من أهدأ المناطق وأقلها شهودا للجرائم، وذلك بسبب انتشار أخبار عن وقوع حوادث تتضمن أشباحا أو ظواهر شيطانية، وقد ارتبطت الكثير من تلك الأخبار بالمستشفى التذكاري بالمدينة.
تم إنشاء المستشفى من قبل جماعة دينية كاثوليكية، سنة 1950، وبنيت كتخليد لذكرى الجنود الذين ضحوا بأرواحهم في الحرب العالمية الثانية، وعمل المستشفى كمركز لعلاج وإعادة تأهيل مدمني الخمر والمخدرات، حتى تم إغلاقه سنة 1986، بعد انخفاض الإقبال على المستشفى، خاصة بعد سوء سمعتها وافتتاح مستشفى مماثل في مدينة قريبة، وفقا لما نشره موقع (List verse) الإلكتروني.
السمعة السيئة التي اكتسبها المستشفى ترجع بشكل أساسي لمعدل الوفيات شديد الارتفاع الذي شهدته خلال فترة عملها القصيرة، فبالرغم من تضارب التقارير حول عدد الوفيات وطريقة التعامل مع جثامين الموتى، إلا أنه من المتعارف عليه أن عدد الوفيات بين نزلاء المستشفى تعدت 2000 حالة وفاة، مع وقوع أكثر من 500 حالة وفاة في فترة ست سنوات فقط.
يدعي الكثير من سكان البلدة، وخبراء الظواهر الخارقة، أنه ربما يكون ما زال هناك العديد من الأرواح المعذبة والغاضبة بين جدران المستشفى، وهو شيء يرى الخبراء أنه طبيعي ومتكرر في العديد من الأماكن المماثلة التي شهدت عددا كبيرا من الوفيات، خاصة تلك المرتبطة بالطاقة السلبية المتمثلة في الألم الجسدي والمعاناة النفسية والعصبية المصاحبة للمرض والموت.
وفقا لآراء الخبراء، فإنه عندما يموت شخص وهو في حالة معاناة شديدة أو غضب، فإن روحه أحيانا تظل هائمة في مكان الموت، إما لعدم رغبتها في المغادرة حتى تنتقم من قاتلها أو ممن تسبب في معاناتها الدنيوية، أو لعدم قدرتها على المغادرة وارتباطها رغما عنها بمكان الموت، نتيجة الطاقة السلبية الشديدة التي صاحبت الوفاة.
سواء كانت أرواح الموتى من مرضى المستشفى السابقين غير راغبة أو غير قادرة على مغادرة مصدر عذابها، فإن سكان "يورك تاون" يحكون باستمرار عن الأصوات المنبعثة من داخل مبنى المستشفى، والتي تكون غالبا أصوات صراخ أو تأوه أو بكاء، وأحيانا أخرى أصوات ضحكات مجنونة، بينما روى البعض عن رؤية ومضات ضوء غامضة من داخل نوافذ المستشفى المكسورة، وكذلك أشباحا سوداوية تهيم حول المبنى ليلا، وصفها البعض بأنها أكثر شيء مرعب ومقبض رأوه في حياتهم.
بعض الذين غامروا ودخلوا المستشفى ليلا، حكوا عن دمى محطمة مرمية في أرجاء المكان، تتكلم أو تضحك بشكل متقطع، ورؤية أشباح أشخاص يمشون في ردهات وغرف المستشفى، بينما يحكي أحد حراس المبنى عن ذهابه في جولة بممرات وغرف المستشفى في وقت سابق، ودخوله لغرفة بالطابق المخصص لسكن الممرضات، وتفقده للغرفة الخالية تماما على ضوء المصباح الكهربائي، ثم رؤيته لأشباح أشخاص عديدين يقفون حوله عندما أغلق المصباح.
على الرغم من السمعة السيئة للمستشفى وللمدينة بشكل عام، أصبحت مستشفى يورك تاون التذكاري مصدر جذب سياحي مهما، حيث يأتيها العديد من الزوار من داخل الولاية ومن ولايات أخرى لرؤية مبناها المهجور والاستماع لحكايا تاريخها الأسود وروايات حاضرها المخيف، كما أصبحت المستشفى مؤخرا مقصدا لتصوير برامج التحقيق في الظواهر الخارقة والأفلام.
تعليقات الفيسبوك