كشف طبيب الأسنان على فم مريضة.
في واحدة من الحالات شديدة الندرة، أزال الأطباء بمستشفى إيطالي، مجموعة من الشعيرات الصغيرة، المشابهة لرموش العين، من داخل فم فتاة في الخامسة والعشرين من العمر، بعد ان نمت الشعيرات، من مناطق متعددة في اللثة.
يعتقد الأطباء بمستشفى جامعة "كامبانيا لويجي فانفيتيلي"، الواقع بمدينة نابولي الإيطالية، أن حالة نمو الشعر داخل اللثة، قد تكون راجعة لمعاناة الشابة، من حالة "متلازمة تكيس المبايض"، أو (Polycystic ovary syndrome)، والتي يعد نمو الشعر الزائد بمناطق غير معتادة من الجسم، أشهر أعراضها، وفقا لما نشرته صحيفة "Daily Mail" الإنجليزية.
ترجع بداية الحالة، إلى عام 2009، عندما ذهبت الفتاة، وهي في سن 15 سنة، إلى المستشفى، تشتكي من ظهور الشعر على ذقنها ورقبتها، إضافة على عدد قليل من الشعيرات النامية من فتحات اللثة داخل فمها، عند منابت الأسنان، وشخص الأطباء حالتها، كحالة متلازمة تكيس المبايض، خاصة عند إجراء اختبارات معملية لها.
وأكدت النتيجة، أن الفتاة تعاني من نسب عالية لهرمون الذكورة، الـ"تستوستيرون" أو (Testosterone)، إضافة إلى عدد من الخراجات النامية على المبايض.
وصف الأطباء للفتاة علاجا دوائيا هرمونيا، ونجح العلاج الموصوف في إيقاف نمو الشعيرات داخل فم الفتاة، إضافة على تحسين حالتها بشكل عام.
واستمرت الفتاة في تعاطي الدواء لمدة ست سنوات، إلا أنها بعد ذلك توقفت عن تعاطي الدواء، لسبب لم تحدده، ما أدى لظهور الأعراض مرة أخرى، خاصة الشعيرات النامية داخل الفم، التي عادت للنمو بشكل أكثر انتشارا وكثافة.
أزال الأطباء الشعيرات بنجاح، بدون أي مضاعفات، كما أخذوا جزءً صغيرًا من اللثة لفحصه، بغرض إيجاد أي دليل يساعدهم على معرفة سبب نمو الشعيرات بلثة الفتاة، إلا أن الفحوصات المجهرية لأنسجة اللثة، لم يظهر أي شيء يساعد الأطباء على تحديد السبب.
ونشر الأطباء حالة المريضة في بحث علمي عن حالة "اللثة المشعرة"، أو (gingival hirsutism)، في مجلة علمية متخصصة في مجال طب الفم والأسنان، تدعى (Oral Surgery, Oral Medicine, Oral Pathology, Oral Radiology).
حالة نمو الشعر داخل الفم، لم يجري حصر أي مصابين بها في تاريخ الطب الحديث، إلا خمس مرات فقط، وكانت الحالات كلها لمرضى من الذكور.
ووصفها الأطباء، بأنها حالة ليست مستحيلة فعليا، نظرا لوجود نوع من التشابه بين الخلايا الطلائية أو الظهارية (Epithelial Cells) المبطنة، لفتحة الفم، وبعض الأماكن الأخرى بالجسم، مثل الأنف وبعض الأعضاء الداخلية وفتحات الإخراج، وبين الخلايا المكونة للجلد.
وهذا التشابه، يؤدي أحيانا لتحور الخلايا الطلائية، وتحولها لخلايا جلدية منتجة للدهون أو الشعر، وإن كانت غالبية الحالات المسجلة هي لمرضى أصيبوا بخلايا متحورة منتجة للدهون (دهون زيتية)، وتبقى حالات تحور الخلايا الطلائية وانتاجها للشعر، خاصة داخل الفم، شديدة الندرة.
تعليقات الفيسبوك